«نرحل ويبقى الأثر».. الدكتور حسني قطب يسير على خطى طبيب الغلابة بطنطا

في قلب مدينة طنطا، وتحديدًا بالقرب من مسجد السيد البدوي، تستمر مسيرة العطاء التي بدأها الدكتور محمد مشالي، طبيب الغلابة، لكن هذه المرة على يد الدكتور حسني سعد قطب، استشاري الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية، الذي قرر أن يكمل المشوار بنفس الرسالة والهدف، ليكون خير خلف لخير سلف.
قال الدكتور حسني قطب إنه بعد حصوله على الدكتوراه في الطب وسفره للخارج، أدرك أن رسالته في الحياة ليست فقط تحقيق النجاح المهني، بل أن يكون له أثر إنساني يُذكر بعد الرحيل، لذا ترك عيادته في القاهرة وجاء إلى طنطا، ليكشف في المكان نفسه الذي كان يعمل فيه الدكتور مشالي، ليواصل خدمة المرضى بأسعار رمزية لا تتجاوز 25 جنيهًا، وأحيانًا بالمجان لمن لا يملك ثمن الكشف.
"نرحل ويبقى الأثر"
أكد الدكتور “حسني قطب”، أنه واجه العديد من التساؤلات من أسرته وأقاربه عن سبب اختياره لهذا الطريق، وكان جوابه الدائم: “ربنا خلقنا علشان نسيب بصمة وأثر، والجنة والنار أمامنا، وأنا أريد أن أترك أثرًا طيبًا وأدخل الجنة”، وأضاف أنه لا يستطيع أن يرى مريضًا يعاني ولا يمد له يد العون، مشيرًا إلى أن الإنسانية هي أساس مهنته قبل أي شيء آخر.
عيادة مفتوحة بلا حواجز
قال الدكتور “حسني قطب”، إنه يفتح عيادته يوميًا من الظهر وحتى العاشرة مساءً، دون توقف، لاستقبال المرضى، كما أوضح أنه يتواصل مع مرضاه عبر تطبيق "واتساب" لتقديم الاستشارات، بل وأحيانًا يذهب بنفسه لزيارة المرضى في منازلهم إذا لم يتمكنوا من الحضور إلى العيادة.
وأشار إلى أنه يعتمد على الأدوية التي يحصل عليها كعينات من الشركات لمساعدة المرضى غير القادرين، مؤكدًا أن هدفه هو تخفيف المعاناة عنهم قدر الإمكان.
مواقف إنسانية محفورة في الذاكرة
من بين المواقف التي أثرت في الدكتور حسني قطب، قال “إنه لن ينسى أبدًا ذلك المريض الذي كانت حالته الصحية شديدة السوء وكان يحتضر، وأضاف أنه طلب من أسرته نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكنهم رفضوا بسبب عدم امتلاكهم المال، فلم يتردد لحظة في التكفل بنقله على نفقته الخاصة، لكن مشهد المريض وهو يحتضر ظل محفورًا في ذاكرته، مؤلمًا له، ومذكرًا إياه بمدى احتياج الفقراء إلى المساعدة”.
ويواصل الدكتور حسني قطب رسالته النبيلة، مؤمنًا بأن العطاء لا يتوقف عند حدود الطب، بل يمتد ليشمل الرحمة والمساندة لكل محتاج، ففي عيادته الصغيرة، لا يُسأل المريض عن ثمن الكشف، بل عن حالته الصحية، وبين جدرانها، تتجسد أسمى معاني الإنسانية التي أرساها طبيب الغلابة، لتظل رسالته حية في يد خليفته، الدكتور حسني قطب.