“لست على ما يرام؟ لديك إجازة التعاسة..شركة صينية تضع راحة الموظف أولًا

في خطوة جريئة وغير مسبوقة أطلق يو دونجلاي، مؤسس سلسلة المطاعم الصينية الشهيرة “بانج دونج لاي”، سياسة جديدة تعرف باسم “إجازة التعاسة” تتيح للموظفين الحصول على عشرة أيام مدفوعة الأجر سنويا متى شعروا بأنهم ليسوا بخير نفسيا دون الحاجة لتقديم تبريرات أو انتظار موافقة الإدارة.
هذه المبادرة التي سلطت الضوء عليها إذاعة ashams.radio أثارت اهتماما واسعا على الصعيد الدولي، واعتبرت نموذجا يحتذى به في دعم الصحة النفسية داخل بيئات العمل.
“إجازة التعاسة” سياسة نفسية مبتكرة
تعني “إجازة التعاسة” ببساطة أن الموظف يستطيع أن يأخذ يوم راحة نفسي إذا شعر بالإرهاق، التوتر، القلق، أو الاكتئاب. لا يطلب منه تقديم تقرير طبي، ولا يشترط عليه إقناع مديره. الفكرة الجوهرية أن الموظف يؤخذ على محمل الثقة، كإنسان قبل أن يكون عاملا.
إلى جانب هذه السياسة، اعتمدت الشركة بيئة عمل مرنة تشمل ساعات عمل لا تتجاوز 7 ساعات يوميا وعطلات أسبوعية ثابتة وإجمالي إجازات سنوية تصل إلى 40 يوما
هل يمكن تعميم التجربة الشركة أصبحت رمزا عالميا
منذ إطلاق السياسة، أصبحت سلسلة “بانج دونج لاي” نموذجا عالميا يحتذى به في مجال الرفاهية النفسية في أماكن العمل، خاصة في بيئات العمل الآسيوية المعروفة بثقافة الضغط والإنتاجية المفرطة.
الموظفون أظهروا تحسنا في الأداء العام، انخفاضا في معدلات الاحتراق النفسي، وزيادة في الرضا المهني.وتشير بيانات الشركة إلى انخفاض كبير في عدد الاستقالات، وتحسن ملحوظ في تقييم بيئة العمل على منصات التوظيف.
هل تحذو الشركات العربية حذو “بانج دونج لاي”؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يمكن للشركات العربية اعتماد مثل هذه السياسات؟
الإجابة نعم لكن مع بعض التحديات مثل غياب القوانين الداعمة وأغلب قوانين العمل في المنطقة لا تعترف بالإجهاد النفسي كمبرر قانوني للإجازة،و ثقافة الشك ما زالت بعض الإدارات تعتبر الإجازة النفسية نوعا من “التمارض” أو “التهرب من العمل”و نقص برامج الصحة النفسية المؤسسية معظم الشركات لا تقدم دعما نفسيا حقيقيا للموظفين.
رغم ذلك فإن هناك وعي متزايد بين رواد الأعمال ومدراء الموارد البشرية بأهمية التوازن بين الحياة والعمل، خاصة بعد جائحة كورونا وتداعياتها النفسية.
الصحة النفسية ليست رفاهية بل استثمار في الإنتاجية
في زمن تتسارع فيه الضغوط ويذوب فيه الخط الفاصل بين العمل والحياة، باتت السياسات الداعمة للموظف نفسي أكثر من ضرورية.
تطبيق “إجازة التعاسة” هو اعتراف بأن الراحة النفسية جزء لا يتجزأ من الأداء المهني، وأن العامل ليس آلة، بل إنسان يحتاج إلى استراحة ليعود أكثر عطاءً