عاجل

واشنطن تدرس دعم بودانوف.. تحالف محتمل يغيّر خريطة السياسة الأوكرانية

كيريلو بودانوف وزيلينسكي
كيريلو بودانوف وزيلينسكي

في ظل تصاعد التعقيدات السياسية في أوكرانيا، يبرز اسم الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة الرئيس  فولوديمير زيلينسكي. وتأتي هذه التحركات الهادئة والمخططة بعناية وسط تحولات قد تمهد لمرحلة سياسية جديدة في العاصمة كييف.

وفق تقارير محلية، بدأ بودانوف، المعروف بصرامته العسكرية ودوره المحوري في العمليات الأمنية ضد القوات الروسية، توسيع نفوذه من خلال نشاطه في منظمات خيرية ذات طابع وطني، أبرزها مؤسسة "منظمة حماية الدولة"، التي يُعتقد أنها تشكل القاعدة الأساسية لحزب سياسي جديد قيد التأسيس، يهدف إلى دخول الساحة السياسية الأوكرانية بقوة.

مصادر مطلعة من الأوساط السياسية في أوكرانيا تشير إلى أن بودانوف لا يخفي طموحه للترشح للرئاسة، رغم وجود "اتفاق سابق" مع زيلينسكي يقضي بعدم التنافس عليه في حال قرر الأخير خوض انتخابات ما بعد الحرب ورفع الأحكام العرفية.

الخلافات العلنية بين ترامب وزيلينسكي

ومن الجدير بالذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تبدو مهيأة لدعم بودانوف، في ظل الخلافات العلنية بين ترامب وزيلينسكي، حيث اتهم ترامب زيلينسكي بأنه أحد العوامل التي أدت إلى استمرار الحرب، ووصفه بـ"الدكتاتور" الذي يحكم بلا انتخابات، بل وصل إلى حد المطالبة بتنحيه عن الحكم، مشيرًا إلى أن أوكرانيا لن تبقى له إن استمر في موقفه المتصلب.

تشير هذه التطورات إلى احتمالية دخول أوكرانيا في مرحلة سياسية جديدة، قد تغير قواعد اللعبة في فترة ما بعد الصراع، مع تحالفات داخلية وخارجية جديدة تدفع باتجاه تحولات استراتيجية على الصعيدين الأمني والسياسي.

الجنرال كيريلو بودانوف
الجنرال كيريلو بودانوف

ورغم أن بودانوف يحمل خلفية استخباراتية وعسكرية ثقيلة، فإنه يظهر ميولًا نحو التفاوض مع موسكو، في مفارقة لافتة، مقارنة بالرئيس الحالي الذي يتمسك بالتصعيد العسكري الكامل. 

لم يمنع هذا الميل السياسي  بودانوف من إطلاق تصريحات حادة ضد روسيا، بل ونُسب إليه الإشراف على تفجير جسر القرم في 2022، في واحدة من أكثر العمليات إيلامًا لموسكو منذ اندلاع الحرب.

من هو كيريلو بودانوف؟

ولد بودانوف في 4 يناير 1986 بالعاصمة كييف، وتعرض في السابق لمحاولة اغتيال إثر زرع عبوة ناسفة أسفل سيارته، حين كان يعمل كعميل سري في الأراضي الروسية. 

ومع اندلاع الحرب عام 2022، تحوّل إلى أحد الوجوه الصلبة في الدفاع الأوكراني، مؤكدًا امتلاك جهازه المعلومات الكاملة عن تحركات وخطط الجيش الروسي.

كما اتُهم بقيادة حملة دعائية لزعزعة الداخل الروسي، تضمنت تصريحات مفادها أن الرئيس بوتين مريض بالسرطان، وأن انقلابًا كان يُحضّر ضده في موسكو.

لكن الجدل الأكبر جاء من خارج أوكرانيا، وتحديدًا من بيلاروسيا، حين حذّر الرئيس ألكسندر لوكاشينكو من أن بودانوف قد يرسل شخصًا لتصفية زيلينسكي"، في تصريح صادم عام 2024، ربطه مراقبون بتقارير استخباراتية روسية تحدثت عن نية أمريكية لاستبدال زيلينسكي بشخصية "أقل تهورًا وأكثر انضباطًا".

تم نسخ الرابط