رئيس حزب الاتحاد: القاهرة تطرح نموذجًا للشراكة لا التبعية داخل القارة الإفريقي

أكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن مشاركة مصر الفعالة في اجتماعات اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات "النيباد" – ذراع التنمية في الاتحاد الإفريقي – تعكس المكانة التي تحظى بها مصر داخل القارة السمراء، بفضل رؤيتها المتزنة ودورها القيادي في دفع قضايا التنمية والاستقرار.
القاهرة تطرح نموذجًا للشراكة لا التبعية داخل القارة الإفريقي
وأضاف صقر، في تصريحات صحفية اليوم، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع منذ توليه المسؤولية عام 2014، أن يعيد صياغة العلاقات المصرية – الإفريقية على أسس جديدة من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل، وتبادل المصالح، وهو ما انعكس في قوة الحضور المصري في مختلف مؤسسات الاتحاد الإفريقي، وعلى رأسها "النيباد".
وأوضح رئيس حزب الاتحاد أن مشاركة مصر في اللجنة التوجيهية للنيباد تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن القاهرة تواصل طرح نموذج تنموي متكامل يقوم على تعظيم المصالح المشتركة، لا استغلال الموارد أو فرض الهيمنة، كما تفعل بعض القوى الدولية.
وشدد صقر على أن مصر تولي أهمية خاصة لتعزيز التكامل الاقتصادي والتنموي داخل إفريقيا، سواء من خلال مشروعات البنية التحتية مثل الربط الكهربائي، أو عبر دعم الأمن والسلم من خلال المراكز الإقليمية لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن القاهرة تتحرك برؤية استراتيجية تدعم "أجندة 2063" وتخدم تطلعات الشعوب الإفريقية.
واختتم رئيس الحزب بيانه بالتأكيد على أن حزب الاتحاد يدعم بقوة كل التحركات المصرية في الساحة الإفريقية، ويؤمن بأن مصر قادرة على لعب دور فاعل كجسر للتنمية والتعاون داخل القارة، بما يرسّخ مكانتها كشريك موثوق به في مواجهة أزمات العصر.
وفى كلمته خلال القمة سلط الرئيس عبد الفتاح السيسي الضوء على واقع القارة الإفريقية الراهن، وما تواجهه من تحديات جيوسياسية متشابكة تهدد أمنها واستقرارها، مؤكدًا أن هذه التحديات تتطلب تكاتفًا إفريقيًا حقيقيًا لمواجهتها، مشددًا على ضرورة تفعيل الآليات الأمنية الإقليمية وعلى رأسها "القوة الإفريقية الجاهزة".
تحديات معقدة تواجه إفريقيا
وأوضح الرئيس السيسي، في كلمته أمام الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، أن القارة الإفريقية تمر بمرحلة دقيقة تتسم بتشابك الأزمات، وعلى رأسها النزاعات المسلحة التي تعصف بعدة مناطق، إلى جانب الانتشار المتزايد للإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مضيفًا أن هذه التحديات لا تهدد فقط الأمن الداخلي للدول الإفريقية، بل تمتد آثارها لتقوض التنمية وتزعزع الاستقرار الإقليمي.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن تغير المناخ يمثل تحديًا إضافيًا يزيد من معاناة الشعوب الإفريقية، لما له من تداعيات مباشرة على قطاعات الزراعة والمياه والصحة، وبالتالي فهو يعمّق الأزمات الإنسانية ويزيد من صعوبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دعوة لتكاتف إفريقي موحد
وخلال كلمته، دعا الرئيس السيسي إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الدول الإفريقية لمجابهة تلك التحديات، مؤكدًا أن الحلول الفردية لم تعد كافية. وأوضح أن العمل الجماعي والمنظم هو السبيل الأمثل لمواجهة التهديدات المتنامية، وذلك عبر تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات والخبرات الأمنية.
وأضاف الرئيس السيسي، أن القارة بحاجة ماسة إلى تفعيل الأدوات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن، لضمان سرعة التحرك والفاعلية في التعامل مع الأزمات، بما يسهم في دعم الاستقرار وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
أهمية القوة الإفريقية الجاهزة
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن "القوة الإفريقية الجاهزة" تشكل عنصرًا محوريًا في منظومة السلم والأمن على مستوى القارة، لما تتمتع به من قدرة عالية على الانتشار السريع والتدخل الفوري في مناطق الأزمات. ولفت إلى أن هذه القوة تمثل نموذجًا لتكامل العمل العسكري والأمني بين الدول الإفريقية، بما يعزز قدرة القارة على مواجهة التحديات الطارئة.
وأكد الرئيس السيسي، أن هذه القوة تعتمد في تشكيلها على مكونات إقليمية مختلفة، من بينها "قدرة إقليم شمال إفريقيا"، التي تتولى مصر رئاستها الدورية خلال العام الحالي، مشددًا على أن مصر تدعم بقوة تطوير هذه الآلية وتعزيز جاهزيتها للقيام بمهامها.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي التزام مصر الكامل بدعم جهود الاتحاد الإفريقي في مجالات حفظ السلام والأمن، معربًا عن استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي لتعزيز قدرات القوة الإفريقية الجاهزة.
كما جدد الرئيس السيسي، دعوته إلى ضرورة العمل الجماعي لمواجهة التحديات المتزايدة، مشددًا على أن مصير إفريقيا في يد أبنائها، وأن المستقبل الآمن والمزدهر للقارة لن يتحقق إلا بالتكاتف والتضامن الحقيقي بين دولها.