كوريا الشمالية تُجرب أسلحتها وتُدرب قواتها على جبهات أوكرانيا.. ماذا يحدث؟

كشف تقييم استخباراتي أن كوريا الشمالية حسّنت بشكل ملحوظ قدراتها العسكرية النووية والتقليدية بعد ستة أشهر من القتال في أوكرانيا، محذّراً من أن هذا التطور يجعلها تشكّل تهديدًا أكبر من أي وقت مضى لكوريا الجنوبية والقوات الأمريكية المنتشرة هناك.
حرب الطائرات المسيرة
ووفقاً للتقييم الذي أعدته وحدة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، عززت بيونج يانج دقة صواريخها الباليستية، وطوّرت إمكانياتها في حرب الطائرات المسيرة، وسرّعت إنتاج الأسلحة الحديثة، بدعم مباشر من كبار الخبراء الروس.
هذا التحالف العسكري العميق مع موسكو، والذي جدّده كيم جونغ أون بتأكيد "الدعم غير المشروط" لروسيا خلال زيارة وزير الخارجية سيرجي لافروف، أثار مخاوف من احتمال نشر قوات روسية في شبه الجزيرة الكورية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.
وساهم التعاون مع موسكو في إتاحة فرص واسعة لتحديث جيش كوريا الشمالية، سواء من خلال نقل خبرات حربية مباشرة من ميادين القتال، أو تطوير قدرات صواريخها النووية، أو تعزيز أسلحتها البحرية والاستخبارية.
وبحسب الوثيقة الاستخباراتية، شارك ما لا يقل عن 9500 جندي كوري شمالي من القوات الخاصة التابعة للفيلق الهجومي الحادي عشر في معارك طاحنة ضمن "هجمات الموجة البشرية" ضد المظليين الأوكرانيين في منطقة كورسك الروسية، ما منحهم خبرة ميدانية فعلية في الحروب الحديثة.
ولم تقتصر المشاركة الكورية على القتال، بل أرسل كيم نحو 6000 مهندس وبنّاء عسكري للمساعدة في تحصين المواقع الروسية في كورسك بعد انسحاب القوات الأوكرانية.
خسائر كورية شمالية
ورغم خسائر كورية شمالية قُدرت بنحو 4000 قتيل وجريح، أظهر الجنود الكوريون تطوراً ملحوظاً في تكتيكاتهم، من تحسين التمويه وتجنب المسيرات، إلى استخدام الطائرات المسيرة لرصد مواقع العدو — وهي خبرات يتم نقلها الآن إلى كوريا الشمالية.
وتتوقع أوكرانيا وصول نحو 30 ألف جندي كوري شمالي إضافي خلال الشهور المقبلة، بعضهم سينضم إلى روسيا وبيلاروسيا في مناورات "زاباد 2025" المقررة في سبتمبر، والتي يُخشى أن تُستخدم كغطاء لعمليات عسكرية كما حدث في غزو كييف عام 2022.
التعاون العسكري امتد إلى تحديث صواريخ كوريا الشمالية، لاسيما طراز KN-23 أو Hwasong 11A، حيث صرّح مسؤول في سلاح الجو الأوكراني أن هذه الصواريخ — التي كانت تخطئ أهدافها في البداية — باتت تقترب من دقة الصواريخ الروسية بعد تركيب أنظمة توجيه روسية متقدمة عليها.
وشاركت هذه الصواريخ في ضربات استهدفت كييف ومدناً أخرى بالتزامن مع صواريخ "إسكندر" الروسية ومسيرات شاهد الإيرانية، فيما أكد خبراء صواريخ أوكرانيون أن التحسينات التقنية جاءت بفضل التعاون الهندسي مع روسيا.