«حاتم باشات»: السياسة المصرية تتعامل مع إفريقيا كأولوية أمن قومي

أكد اللواء حاتم باشات، عضو أمانة الدفاع والأمن القومي بحزب الجبهة الوطنية، رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب الأسبق، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التنسيقية السابعة للاتحاد الإفريقي، التي انعقدت في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، تؤكد من جديد أن مصر تضع القارة الإفريقية في قلب أولوياتها السياسية والاستراتيجية، سواء على مستوى التكامل الإقليمي أو دعم الأمن والاستقرار في مناطق النزاع بالقارة.
السياسة المصرية تتعامل مع إفريقيا كأولوية أمن قومي
وأضاف باشات، في تصريحات صحفية اليوم، أن الرئيس السيسي شارك بصفته رئيسًا لكل من "النيباد" و"قدرة إقليم شمال إفريقيا"، مشيرًا إلى أن مصر نجحت في تحويل رئاستها لهاتين الآليتين إلى أداة فعالة لتعزيز العمل الإفريقي المشترك، عبر دعم خطط التنمية المستدامة وتفعيل آليات منع النزاعات والتدخل السريع، وهو ما يبرز الدور المصري الرائد في صياغة مستقبل القارة بعيدًا عن الهيمنة الخارجية.
وأشار إلى أن مصر تتحرك بجدية لتكريس الأمن والاستقرار، من خلال دعم "قدرة شمال إفريقيا" كذراع عملياتي للاتحاد الإفريقي، موضحًا أن القاهرة استضافت اجتماعات مهمة على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء الأركان، ونجحت في إقرار خطط التدريب والجاهزية، فضلًا عن تنفيذ تمرينات ميدانية مشتركة مع الجزائر بما يعزز التكامل العسكري والأمني بين دول الإقليم.
وعلّق النائب حاتم باشات على كلمة الرئيس السيسي في القمة، قائلًا: "الرئيس أرسل رسائل حاسمة تؤكد التزام مصر بحماية القارة وشعوبها من الإرهاب والجريمة المنظمة والنزاعات المسلحة، وهو ما يعكس نهج الدولة المصرية في تعزيز جاهزية القوة الإفريقية الشاملة، وعلى رأسها قدرة الشمال، كآلية دفاعية استباقية تحفظ الأمن وتدعم التنمية."
وأكد باشات أن حديث الرئيس عن ضرورة توفير تمويل مستدام وتحديث إجراءات العمل داخل الآليات الإفريقية يكشف عن رؤية استراتيجية عميقة لبناء مؤسسات إفريقية قوية، مشيرًا إلى أن الربط بين الأمن والسلام والتنمية في كلمة الرئيس يضع خريطة متكاملة لتحصين إفريقيا سياسيًا واقتصاديًا.
وفى كلمته خلال القمة سلط الرئيس عبد الفتاح السيسي الضوء على واقع القارة الإفريقية الراهن، وما تواجهه من تحديات جيوسياسية متشابكة تهدد أمنها واستقرارها، مؤكدًا أن هذه التحديات تتطلب تكاتفًا إفريقيًا حقيقيًا لمواجهتها، مشددًا على ضرورة تفعيل الآليات الأمنية الإقليمية وعلى رأسها "القوة الإفريقية الجاهزة".
تحديات معقدة تواجه إفريقيا
وأوضح الرئيس السيسي، في كلمته أمام الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، أن القارة الإفريقية تمر بمرحلة دقيقة تتسم بتشابك الأزمات، وعلى رأسها النزاعات المسلحة التي تعصف بعدة مناطق، إلى جانب الانتشار المتزايد للإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مضيفًا أن هذه التحديات لا تهدد فقط الأمن الداخلي للدول الإفريقية، بل تمتد آثارها لتقوض التنمية وتزعزع الاستقرار الإقليمي.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن تغير المناخ يمثل تحديًا إضافيًا يزيد من معاناة الشعوب الإفريقية، لما له من تداعيات مباشرة على قطاعات الزراعة والمياه والصحة، وبالتالي فهو يعمّق الأزمات الإنسانية ويزيد من صعوبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دعوة لتكاتف إفريقي موحد
وخلال كلمته، دعا الرئيس السيسي إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الدول الإفريقية لمجابهة تلك التحديات، مؤكدًا أن الحلول الفردية لم تعد كافية. وأوضح أن العمل الجماعي والمنظم هو السبيل الأمثل لمواجهة التهديدات المتنامية، وذلك عبر تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات والخبرات الأمنية.
وأضاف الرئيس السيسي، أن القارة بحاجة ماسة إلى تفعيل الأدوات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن، لضمان سرعة التحرك والفاعلية في التعامل مع الأزمات، بما يسهم في دعم الاستقرار وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن "القوة الإفريقية الجاهزة" تشكل عنصرًا محوريًا في منظومة السلم والأمن على مستوى القارة، لما تتمتع به من قدرة عالية على الانتشار السريع والتدخل الفوري في مناطق الأزمات. ولفت إلى أن هذه القوة تمثل نموذجًا لتكامل العمل العسكري والأمني بين الدول الإفريقية، بما يعزز قدرة القارة على مواجهة التحديات الطارئة.
وأكد الرئيس السيسي، أن هذه القوة تعتمد في تشكيلها على مكونات إقليمية مختلفة، من بينها "قدرة إقليم شمال إفريقيا"، التي تتولى مصر رئاستها الدورية خلال العام الحالي، مشددًا على أن مصر تدعم بقوة تطوير هذه الآلية وتعزيز جاهزيتها للقيام بمهامها.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي التزام مصر الكامل بدعم جهود الاتحاد الإفريقي في مجالات حفظ السلام والأمن، معربًا عن استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي لتعزيز قدرات القوة الإفريقية الجاهزة.
كما جدد الرئيس السيسي، دعوته إلى ضرورة العمل الجماعي لمواجهة التحديات المتزايدة، مشددًا على أن مصير إفريقيا في يد أبنائها، وأن المستقبل الآمن والمزدهر للقارة لن يتحقق إلا بالتكاتف والتضامن الحقيقي بين دولها.