في ذكرى ميلاد يوسف وهبي.. حصل على البكوية واشتهر بفنان الشعب

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل عملاق المسرح يوسف وهبي الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1898 بمحافظة الفيوم، أسماه والده عبد الله باشا وهبي يوسف نسبة إلى بحر يوسف بالفيوم، عشق التمثيل المسرحي منذ صباه، وبدأ مشواره الفني بتقديم المونولوجات في المجالس ببلدته، ثم عمل ممثلا في فرقة حسن فايق، ثم فرقة عزيز عيد المسرحية، التي قدم لها مسرحية " حنجل بوبو" وكتبت عنه الصحف أنه ابن الباشا الذي أصبح مشخصاتي.
يعتبر يوسف وهبي أحد الرواد الأوائل في مجالي السينما والمسرح في مصر والوطن العربي .
النشأة
قال يوسف وهبي عن بداياته الفنية : جاءت البدايات في القاهرة، حيث سكنت بشارع الهدارة بعابدين، وفي المدرسة الابتدائية التقيت زميل الطفولة محمد كريم، وكان من هواة مشاهدة السينما، وبدأنا نمارس هوايتنا في مشاهدة الأفلام في داري سينما إيديال وأوليمبيا، التحقت بالمدرسة السعيدية فكان اللقاء الأول مع الشاعر عزيز أباظة والفنان مختار عثمان، وفكري أباظة الذي أصبح أشهر الصحفيين فيما بعد، وكانت الدراسة العليا بمعهد مشتهر الزراعي، لرغبة والدي العمل في الري والزراعة، بعدها كانت رحلة دراسة التمثيل والإخراج في إيطاليا في معهد تمثيل ميلانو مع صديقه المخرج محمد كريم.
فرقة رمسيس
أعجب يوسف وهبي بالفرق المسرحية في إيطاليا وبمجرد عودته إلى مصر عمل على إنشاء فرقة مسرحية تحمل اسم " فرقة رمسيس" مع صديقه عزيز عيد، بهدف النهوض بالفن المسرحي بعد وفاة والده وقدر ميراثه 12 ألف جنيه اشترى منها مسرحه بشارع عماد الدين، لتبدأ الفرقة عروضها بمسرحية "المجنون" عام 1923 من تأليفه وإخراج عزيز عيد، ليتبعها بأكثر من 400 عرض مسرحي، أخرج منها 250 مسرحية، وكتب 150 منها، قدمت جميعا باللغة العربية الفصحى وبعضها باللغة الفرنسية، وقدم بعضها في أفلام سينمائية، ومن أشهر المسرحيات: غادة الكاميليا، أكسير الحب، كرسي الاعتراف، راسبوتين، الجريمة والعقاب، كليوبترا، الجبار، انتقام المهراجا، لوكاندة الأنس، عطيل، وصرخة الألم، وغيرها.
اكتشف يوسف وهبي من خلال مسرحياته مجموعة كبيرة من الممثلين الذين أصبحوا نجوما فيما بعد ومنهم كانت زينات صدقي، وحسين رياض، وأمينة رزق، فاطمة رشدي، جورج أبيض، استيفان روستي، حسن فايق، جورج ودولت أبيض، وزكي رستم، وأنور وجدي، ونجمة إبراهيم وغيرهم.

السينما
اتجه يوسف وهبي إلى السينما حين اختاره صديقه المخرج محمد كريم في دور صغير بالفيلم الصامت "زينب" لينطلق بعده في السينما حتى هجر المسرح نهائيا، وتفرغ للسينما فقدم أدوارا لا تنسى في مجموعة أفلام، منها الكوميدى ومنها التراجيدى، منها: البؤساء، إشاعة حب، حبيب الروح، ابن الحداد، بيومي أفندي، سفير جهنم، الطريق المستقيم، زمان يا حب، ميرامار، غزل البنات وغيرها.
وآخر أدواره في فيلم "إسكندرية ليه" مع يوسف شاهين، وبرغم صغر الدور إلا أنه حصل فيه على جائزتي الجمهور والنقاد، وصفق الجمهور أكثر من عشر دقائق عند حضوره للتكريم في مهرجان القاهرة السينمائي، ووقف هو للمرة الأخيرة يجهش بالبكاء وهو يرد تحية الجمهور.

لقب البكوية
الفنان يوسف وهبي من الفنانين القلائل الذين حصلوا على لقب البكوية من الملك السابق فاروق، وأصبح اسمه يوسف بك وهبي، وكان ذلك مثار غيرة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لم يحصل عليها، فأثناء عرض فيلم "غرام وانتقام" عام 1944 أعجب بتمثيله الملك فاروق أثناء حضوره العرض الأول للفيلم بالسينما، فقام بمنحه لقب البكوية.
أنتخب يوسف وهبي نقيبا للممثلين عام 1953، وتولى إدارة الفرقة القومية المسرحية ــ المسرح القومي حاليا ــ بعد توقف فرقة رمسيس، وعمل مستشارا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد "الثقافة حاليا".

لقب فنان الشعب
حصل يوسف وهبي على جوائز وتكريمات متعددة نظرا لأدائه الفني في السينما والمسرح فحصد الجائزة الأولى في التمثيل المسرحي للرجال عام 1960، كما حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960، وجائزة الدولة التقديرية في عام 1970 سلمها له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم جائزة الدولة التقديرية والدكتوراة الفخرية من الرئيس السادات، وأطلقت عليه الدولة لقب فنان الشعب عام 1972، وتم إطلاق اسمه على مسرح الجمهورية.
وفاة يوسف وهبي
اعتزل العملاق يوسف وهبي الفن بعدما سقط على سلم فيلته بالهرم، وأصيب بكسور مضاعفة أقعدته عن العمل لتبدأ نهاية العملاق يوسف وهبي بعد تعرضه لأزمة قلبية في أكتوبر عام 1982 وهو في الرابعة والثمانين من عمره.