وزير الخارجية: قضية المياه "وجودية"... ومصر لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها

أكد السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن قضية مياه النيل هي قضية وجودية لمصر ولا تقبل التهاون أو التفاوض في ثوابتها، مشددًا على أن القيادة السياسية ومؤسسات الدولة تولي هذا الملف اهتمامًا بالغًا، مع وجود تنسيق كامل من خلال لجنة عليا يرأسها رئيس مجلس الوزراء، وتتابع بشكل دقيق تطورات الموقف.
مصر استنفدت جميع الوسائل الدبلوماسية
وأوضح "عبد العاطي" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأحد، من مالابو، أن مصر استنفدت جميع الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية على مدار أكثر من 11 عامًا من المفاوضات، إلا أن الطرف الآخر لا يزال يُظهر تعنتًا واضحًا في مواقفه.
وأشار إلى أن مصر كانت واضحة في إعلان موقفها، حيث تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن أمنها المائي ومصالحها الاستراتيجية في حال حدوث أي ضرر مائي جسيم يهدد شعبها أو أمنها القومي.
يضع هذا الملف في صدارة أجندته السياسية
وقال وزير الخارجية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع هذا الملف في صدارة أجندته السياسية خلال جميع اللقاءات الدولية، ويحرص دائمًا على التأكيد بأن حقوق مصر المائية غير قابلة للتفاوض أو التفريط.
وأكد عبد العاطي، على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بقضية الأمن المائي، مشيرًا إلى ضرورة فهم المواطنين لحجم التحديات المرتبطة بالملف، خاصة في ظل استمرار الممارسات الأحادية للطرف الآخر.
في وقت سابق، سلط الرئيس عبد الفتاح السيسي الضوء على واقع القارة الإفريقية الراهن، وما تواجهه من تحديات جيوسياسية متشابكة تهدد أمنها واستقرارها، مؤكدًا أن هذه التحديات تتطلب تكاتفًا إفريقيًا حقيقيًا لمواجهتها، مشددًا على ضرورة تفعيل الآليات الأمنية الإقليمية وعلى رأسها "القوة الإفريقية الجاهزة".
أوضح الرئيس السيسي في كلمته أمام الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، أن القارة الإفريقية تمر بمرحلة دقيقة تتسم بتشابك الأزمات، وعلى رأسها النزاعات المسلحة التي تعصف بعدة مناطق، إلى جانب الانتشار المتزايد للإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مضيفًا أن هذه التحديات لا تهدد فقط الأمن الداخلي للدول الإفريقية، بل تمتد آثارها لتقوض التنمية وتزعزع الاستقرار الإقليمي.
كما أشار الرئيس السيسي إلى أن تغير المناخ يمثل تحديًا إضافيًا يزيد من معاناة الشعوب الإفريقية، لما له من تداعيات مباشرة على قطاعات الزراعة والمياه والصحة، وبالتالي فهو يعمّق الأزمات الإنسانية ويزيد من صعوبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دعوة لتكاتف إفريقي موحد
وخلال كلمته، دعا الرئيس السيسي إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الدول الإفريقية لمجابهة تلك التحديات، مؤكدًا أن الحلول الفردية لم تعد كافية. وأوضح أن العمل الجماعي والمنظم هو السبيل الأمثل لمواجهة التهديدات المتنامية، وذلك عبر تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات والخبرات الأمنية.
وأضاف الرئيس السيسي أن القارة بحاجة ماسة إلى تفعيل الأدوات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن، لضمان سرعة التحرك والفاعلية في التعامل مع الأزمات، بما يسهم في دعم الاستقرار وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
أهمية القوة الإفريقية الجاهزة
وأشار الرئيس السيسي إلى أن "القوة الإفريقية الجاهزة" تشكل عنصرًا محوريًا في منظومة السلم والأمن على مستوى القارة، لما تتمتع به من قدرة عالية على الانتشار السريع والتدخل الفوري في مناطق الأزمات. ولفت إلى أن هذه القوة تمثل نموذجًا لتكامل العمل العسكري والأمني بين الدول الإفريقية، بما يعزز قدرة القارة على مواجهة التحديات الطارئة.
وأكد الرئيس السيسي أن هذه القوة تعتمد في تشكيلها على مكونات إقليمية مختلفة، من بينها "قدرة إقليم شمال إفريقيا"، التي تتولى مصر رئاستها الدورية خلال العام الحالي، مشددًا على أن مصر تدعم بقوة تطوير هذه الآلية وتعزيز جاهزيتها للقيام بمهامها.