بدر عبد العاطي: حضور السيسي قمة الاتحاد الإفريقي يؤكد ريادة مصر القارية

أكد السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع التنسيقي النصف السنوي السابع للاتحاد الإفريقي تعكس اهتمام الدولة المصرية العميق بتعزيز التعاون والشراكة مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات.
وخلال حوار له في برنامج "بالورقة والقلم" مع الإعلامي نشأت الديهي على قناة "TeN"، أوضح عبد العاطي أن حضور مصر في مثل هذه الاجتماعات الإقليمية المهمة يؤكد حرص القيادة السياسية على دعم جهود التكامل الاقتصادي والسياسي والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
دعم المشروعات التنموية
وأضاف الوزير أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي تلعب دورًا محوريًا في دفع أجندة إفريقيا 2063، عبر دعم المشروعات التنموية والتكامل الإقليمي، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في المبادرات القارية التي تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادي المشترك وتعزيز الاستقرار السياسي في المنطقة.
وأشار بدر عبد العاطي إلى أن مشاركة مصر الفعالة تأتي في إطار التزامها المستمر بدعم قضايا القارة والعمل على تعزيز أطر التعاون والتنسيق بين الدول الإفريقية، مؤكداً أن مصر تسعى لتكون شريكًا استراتيجيًا في تحقيق مستقبل مزدهر لأفريقيا بأكملها.
التنمية تتطلب مسؤولية دولية
وشدّد بدر عبد العاطي على أن تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية لن يتحقق دون أن تتحمل الدول المتقدمة مسؤولياتها تجاه القارة السمراء. وأوضح أن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في آليات التمويل الدولية، وعلى وجه الخصوص دور مؤسسات التمويل والتنمية متعددة الأطراف، التي لا تزال تفرض شروطًا غير متناسبة مع الواقع الإفريقي.
وأضاف بدر عبد العاطي أن الدول الإفريقية، وعلى رأسها الدول متوسطة الدخل، تواجه تحديًا بالغًا يتمثل في أزمة الديون المتفاقمة، والتي تؤثر سلبًا على قدراتها في تمويل خطط التنمية الوطنية والإقليمية؛ لذا، دعا الوزير إلى ضرورة تبني آليات جديدة أكثر عدالة ومرونة، تتيح للدول الإفريقية الاستفادة من التمويل دون الإضرار باستقرارها الاقتصادي.
الأمن والإصلاح المؤسسي
وأوضح بدر عبد العاطي أن أي استراتيجية شاملة للتنمية في إفريقيا يجب أن تدمج قضايا الأمن والسلم في صلب أولوياتها. مشيرًا إلى أن غياب الاستقرار الأمني يؤثر بشكل مباشر على معدلات التنمية والاستثمار في القارة.
كما شدّد بدر عبد العاطي على أهمية الإصلاح المؤسسي داخل المنظمات الإقليمية والقارية، بما يعزز قدرتها على الاستجابة للتحديات المتزايدة، سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو سياسية، معتبرًا أن الإصلاح المؤسسي يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من أي رؤية تنموية مستقبلية للقارة الإفريقية.

مصر شريك استراتيجي
وفي ختام حديثه، أكد بدر عبد العاطي أن مصر ستظل في طليعة الدول الداعمة للعمل الإفريقي المشترك، مشيرًا إلى ضرورة تنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماعات السابقة للاتحاد الإفريقي، كما أعاد التأكيد على استمرار الدور المصري القيادي في صياغة مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للقارة الإفريقية، في ظل التحديات المتلاحقة التي تواجهها.
وأوضح بدر عبد العاطي أن القاهرة تؤمن بأن إفريقيا قادرة على النهوض وتحقيق النمو الشامل إذا ما تضافرت الجهود الإقليمية والدولية، وتوفرت الإرادة السياسية الصادقة لدعم شعوب القارة نحو مستقبل أفضل.