عاجل

استشاري نفسي: لا تراقب من تركك.. الرضا أول طريق الشفاء

 الدكتور محمد هاني
الدكتور محمد هاني

أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن الصدمات العاطفية وصدمات الغدر ليست مجرد لحظات ألم، بل هي دروس قاسية تُسهم في بناء شخصية الإنسان ونضجه النفسي، موضحًا أن كثيرًا من العلاقات التي تبدو مثالية على السطح قد تخفي خلفها سمات غير صحية، وتأتي الصدمة لتُظهر الحقيقة وتدفع الإنسان نحو التحرر.

وأشار استشاري الصحة النفسية، خلال حواره في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، إلى أن التجارب المؤلمة تصقل الشخصية وتمنح الإنسان وعيًا مختلفًا، قائلاً: "كل إنسان لازم يمر بتجربة بنفسه عشان يتعلم، لأن النصيحة وحدها لا تكفي. التجربة هي اللي بتخليه أقوى وأوعى".

ابتعد عن مراقبة من رحل

حذّر استشاري الصحة النفسية من بعض السلوكيات النفسية التي يمارسها البعض بعد الانفصال أو الخذلان، وأبرزها جلد الذات وتحميل النفس كامل المسؤولية عن فشل العلاقة، وكذلك مراقبة الطرف الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما وصفه بأنه "يجمّد الإنسان في لحظة الألم ويمنعه من تجاوزها".

وأوضح استشاري الصحة النفسية أن استمرار التفكير في الماضي أو مقارنته بالحاضر يعمّق الجرح ولا يساعد على الشفاء، داعيًا إلى اتخاذ قرار حاسم بوضع حد زمني لفترة الحزن ثم البدء بخطوات عملية للشفاء النفسي.

الصدمة العاطفية قدرٌ من الله

شدد الدكتور محمد هاني على أن الإيمان بالقضاء والقدر هو أول خطوة على طريق الشفاء النفسي، معتبرًا أن العلاقات العاطفية جزء من أرزاق الإنسان التي يُديرها الله لحكمة يعلمها وحده.

وأضاف استشاري الصحة النفسية: "أحيانًا غياب شخص عن حياتك بيكون رحمة مش عقاب، لكننا ما بنفهمش ده غير بعد فترة. عشان كده لازم نرضى ونثق في حكمة ربنا"، مؤكدًا أن النظر للصدمات باعتبارها اختبارات إلهية وليست انتقامات أو عقوبات، يساعد الإنسان على تجاوزها بهدوء وسلام داخلي.

خطوات نفسية ضرورية 

قدم الدكتور محمد هاني عددًا من النصائح العملية للتعافي النفسي بعد الصدمات العاطفية، مؤكدًا أن اتباع هذه الخطوات يُسهِم في استعادة التوازن النفسي والعودة للحياة بشكل صحي: "توقف تام عن لوم النفس أو الآخرين، عدم تتبع الطرف الآخر إلكترونيًا أو عاطفيًا، طلب مساعدة مختص نفسي عند استمرار الألم لفترة طويلة، الانشغال بتطوير الذات وتنمية المهارات الشخصية، العودة إلى الله بالدعاء والتقرب إليه في أوقات الحزن.

 الدكتور محمد هاني 
 الدكتور محمد هاني 

طريق القوة بعد الانكسار

واختتم الدكتور محمد هاني حديثه بالتأكيد على أن الوعي النفسي هو أقوى سلاح لمواجهة الأزمات، مشيرًا إلى أن الإنسان القوي ليس من لا يتألم، بل من يستطيع تحويل ألمه إلى قوة ونضج. وأكد أن الصدمات جزء طبيعي من الحياة، لكن الأهم هو طريقة التعامل معها والقدرة على تجاوزها بإرادة ورضا.

تم نسخ الرابط