الفضة تسجل أعلى مستوياتها منذ 13 عامًا.. مكاسب بنسبة 27%

واصلت أسعار الفضة ارتفاعها الملحوظ في الأسواق المحلية والعالمية خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيواقتصادية التي أسهمت في تعزيز الطلب على هذا المعدن الثمين.
ووفقًا لمتابعات السوق، سجلت الفضة مكاسب قوية منذ بداية عام 2025، حيث شهدت زيادة ملحوظة في الطلب الاستثماري والصناعي، إلى جانب نقص المعروض العالمي، وهو ما خلق حالة من التوازن غير المستقر بين العرض والطلب.
الفضة تسجل أعلى مستوياتها منذ 13 عامًا
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» Safe Haven Hub، ارتفعت أسعار الفضة في السوق المحلية بنسبة 3% خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع صعود الأوقية في البورصة العالمية إلى مستوى 38.32 دولار، محققة مكاسب أسبوعية بلغت 4%. وبلغ سعر جرام الفضة عيار 800 نحو 52 جنيهًا، مقابل 50.50 جنيهًا بداية الأسبوع، فيما سجّل عيار 925 نحو 60 جنيهًا، وعيار 999 نحو 65 جنيهًا، وبلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 480 جنيهًا.
التقرير أشار إلى أن الفضة حققت منذ بداية العام الجاري مكاسب بنحو 27% في السوق المحلية، بزيادة قدرها 11 جنيهًا لعيار 800، حيث بدأ التداول في يناير عند 41 جنيهًا للجرام. وعلى الصعيد العالمي، قفزت الأوقية بنسبة 32%، صاعدة من 29 دولارًا إلى 38.32 دولارًا، لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام 2012.
وأرجع التقرير هذا الأداء الإيجابي إلى عدة عوامل، أبرزها تصاعد الطلب الصناعي على الفضة، خاصة من قطاعات الطاقة المتجددة، مثل الخلايا الشمسية والتقنيات الكهروضوئية، إلى جانب الطلب الاستثماري المتزايد في ظل التوترات التجارية العالمية وارتفاع الرسوم الجمركية، لا سيما الإجراءات التي أعلنتها الولايات المتحدة مؤخرًا.
كما أشار التقرير إلى حالة الاضطراب التي تشهدها أسواق المعادن الثمينة، مع تقلص السيولة في أسواق رئيسية مثل لندن، واتساع الفجوات السعرية بين بورصات «كومكس» و«لندن»، إلى جانب ارتفاع تكاليف الاقتراض، مما زاد من جاذبية الفضة كأصل آمن وبديل استثماري.
ارتفاع أسعار النحاس
وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار النحاس بنسبة 13% بعد فرض رسوم أمريكية بنسبة 50% على وارداته، مما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الفضة التي تُعد بديلًا صناعيًا ذا ارتباط وثيق بالنحاس، في حين قفز سعر البلاتين بنسبة 66% واقترب من حاجز 1500 دولار للأوقية، بينما استقر الذهب عند 3355 دولارًا.
ووفقًا لبيانات معهد الفضة العالمي، بلغت الاستثمارات في الصناديق المدعومة بالفضة نحو 1.13 مليار أوقية حتى نهاية يونيو 2025، مع تدفقات صافية تجاوزت 95 مليون أوقية خلال النصف الأول من العام، وهو ما يفوق إجمالي استثمارات عام 2024 بالكامل.
كما توقع المعهد أن يصل الاستهلاك الصناعي للفضة خلال 2025 إلى نحو 677.4 مليون أوقية، مدعومًا بزيادة الطلب في قطاعات التكنولوجيا النظيفة، بينما تواجه السوق عجزًا متواصلاً في المعروض للعام الخامس على التوالي، نتيجة اضطرابات الإنتاج في دول رئيسية مثل المكسيك وروسيا، وتراجع الاعتماد على المناجم الأساسية، مع اعتماد السوق بنسبة تصل إلى 70% على الفضة الثانوية المستخرجة من معادن أخرى.
ومع تجاوز الفضة حاجز 35 دولارًا خلال يونيو، يرى عدد من المحللين أن الوصول إلى مستوى 50 دولارًا للأوقية لم يعد مستبعدًا، خاصة في ظل انخفاض حجم السيولة الحرة المتاحة للبيع إلى نحو 155 مليون أوقية فقط.
وتوقع محللو بنك "سيتي" استمرار هذا الاتجاه الصعودي، مرجحين أن تصل الفضة إلى 40 دولارًا خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، مع احتمالية ملامسة مستوى 46 دولارًا في الربع الثالث من العام الحالي، مدفوعة بعوامل العرض والطلب والطلب الاستثماري.
في ظل هذه المؤشرات، يتجه المعدن الرمادي نحو استعادة موقعه كأصل استراتيجي، يجمع بين كونه ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، ومكونًا صناعيًا رئيسيًا في مستقبل الطاقة النظيفة، ما يجعله أحد أبرز مفاجآت أسواق المعادن للنصف الثاني من عام 2025.