الرئيس السيسي: مستقبل إفريقيا يعتمد على العمل الجماعي والتكامل الإقليمي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في القمة التنسيقية السابعة للاتحاد الإفريقي المنعقدة في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، أن مستقبل القارة الإفريقية يجب أن يُبنى على أسس متينة من العمل الجماعي والتكامل الإقليمي. وشدد على أن أجندة 2063 تمثل رؤية طموحة تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في مختلف دول إفريقيا.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن تحقيق هذه الأجندة الطموحة يتطلب تنسيقًا فعالًا بين جميع الأطراف المعنية، والتزامًا حقيقيًا لمواجهة التحديات التي تواجه القارة، ودفع عجلة التنمية والتكامل بما يعود بالنفع على شعوب إفريقيا كافة.
تعزيز التنمية الشاملة
جاءت كلمة الرئيس السيسي خلال مشاركته في القمة التي شهدت حضورًا رفيع المستوى من القادة الأفارقة ورؤساء الحكومات، حيث تم مناقشة أهم الاستراتيجيات المستقبلية لتعزيز التنمية الشاملة، ومناقشة آليات تنفيذ أجندة 2063 التي تعد خارطة طريق للقارة خلال العقود القادمة.
وأكد السيسي أن مصر تواصل جهودها القيادية والداعمة لملفات التنمية والسلام والاستقرار في القارة الإفريقية، في إطار رؤية متكاملة تربط بين الأمن والتنمية لتحقيق مصالح الشعوب الإفريقية.
دعم متواصل لأجندة 2063
قال الرئيس السيسي أن مصر شرفت خلال العامين الماضيين بتولي رئاسة اللجنة التوجيهية لمبادرة النيباد، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية حرصت خلال هذه الفترة على تقديم مساهمة فعالة في تسريع تنفيذ أجندة إفريقيا 2063، بما يعكس التزامها العميق تجاه قضايا القارة، ورغبتها في دفع عجلة التنمية والتكامل الإقليمي.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر ستواصل دعمها الكامل لهذه الرؤية، سواء عبر الدور المؤسسي من خلال رئاسة المبادرات القارية، أو من خلال التعاون الثنائي مع الدول الإفريقية، انطلاقًا من إيمانها بأن تحقيق التنمية الشاملة في القارة هو الطريق الأمثل لضمان الاستقرار والرخاء للأجيال القادمة.
الخطة العشرية الثانية
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر دعمت عددًا من المشروعات الحيوية في مجالات البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والطاقة، والتنمية الريفية، وذلك بالشراكة مع الدول الإفريقية، وبما يعزز القدرة على تنفيذ البرامج القارية بكفاءة أكبر، ويرفع من مستوى التبادل المعرفي والخبرات
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، قامت بمضاعفة جهودها خلال الفترة الماضية لدفع تنفيذ الخطة العشرية الثانية لأجندة إفريقيا 2063، والتي تُعد إطار العمل التنفيذي الرئيسي للمرحلة الحالية من خطط الاتحاد الإفريقي التنموية.
تجاه القارة الإفريقية
وأكد الرئيس السيسي أن انخراط مصر القوي في مبادرات التنمية القارية ليس وليد اللحظة، بل يأتي امتدادًا لتاريخ طويل من الالتزام المصري تجاه القارة الإفريقية، لافتًا إلى أن الدولة المصرية تتبنى مقاربة شاملة لدعم التنمية والسلام والاستقرار، من خلال العمل المشترك مع الدول الإفريقية الشقيقة.
كما شدد على أهمية استمرار التعاون بين الاتحاد الإفريقي وشركاء التنمية الدوليين، لتحقيق التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الكبرى المدرجة ضمن خطط الأجندة، بما في ذلك مشروعات الربط القاري، وتطوير الصناعات المحلية، وتوفير فرص عمل للشباب الإفريقي.

إفريقيا مزدهرة بقيادة جماعية
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على توليه رئاسة اللجنة التوجيهية لمبادرة النيباد خلال العامين الماضيين شكّل فرصة مهمة لمصر للإسهام في تعزيز الرؤية الإفريقية طويلة الأجل، عبر التركيز على أولويات محددة ضمن أجندة 2063، والتي تستهدف إحداث تحول شامل في مختلف قطاعات التنمية بالقارة
وأشار إلى أن اللجنة التوجيهية حرصت، خلال فترة رئاسة مصر، على وضع آليات متابعة عملية وفعالة لتسريع تنفيذ المبادرات القارية، بالتعاون مع شركاء التنمية والمؤسسات التمويلية، وذلك بما يخدم أهداف الشعوب الإفريقية في تحقيق الرخاء والعدالة الاجتماعية.