ملك عبد المجيد الأولى التعليم الزاعي: كله بفضل دعوات عرفة وصبر 5 سنوات
رسمت الطالبة ملك عبد المجيد محمد شلبي، ابنة القليوبية، صورة ناصعة للتفوق والإصرار، بعد أن حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في دبلوم التعليم الزراعي الفني، ضمن أوائل التعليم الفني 2025، بمجموع 483 درجة من 540 بنسبة 89.44٪.
تدرس "ملك" بمدرسة الفنية المتقدمة الزراعية بمسطرد، وقررت بمحض إرادتها الالتحاق بالتعليم الفني رغم حصولها على مجموع مرتفع في الشهادة الإعدادية، وذلك هربًا من ضغوط الثانوية العامة وتخفيفًا للعبء عن كاهل أسرتها البسيطة. والدها يعمل سائقًا بهيئة الثروة السمكية، ووالدتها ربة منزل، كرّسا حياتهما من أجل أبنائهما الأربعة.
استجابت "ملك" لنصيحة خالها، الذي شجعها على دخول التعليم الفني، مؤكداً لها أن التفوق لا يرتبط بالنوع الدراسي، بل بالإرادة والاجتهاد، فاختارت طريقًا مختلفًا وثابرت على مدار خمس سنوات، لتثبت أن الإصرار يفتح كل الأبواب المغلقة.
وتقول "ملك" والدموع تملأ عينيها:
"كنت أشعر أن الطريق لن يكون سهلاً، لكنه لم يكن مستحيلاً. كنت أحارب الإحباط والخوف، وأسهر الليالي على أمل أن يكرمني الله. كنت أؤمن أنني خلقت لأحقق شيئًا مختلفًا، وأن تعب أبي وأمي لن يضيع أبدًا".
أهدت "ملك" نجاحها لوالدها الذي وصفته بـ"البطل"، قائلة:
"تحمل الكثير لأجلنا، لم يبخل علينا بشيء رغم ظروفه، وكان دائمًا سندًا لنا، أما أمي فكانت الظهر والداعم، لم تتركني لحظة واحدة بدون دعاء وحب، وأشقائي كانوا دائمًا مصدر دعم وفرح لي."
والدها عبّر عن فرحته قائلاً:
"ملك رفعت راسي وخلّتني أنسى كل التعب. كنت شايف فيها بنت مسؤولة وطموحة، وكنت بدعيلها في كل صلاة. الحمد لله، ربنا جبر بخاطرنا".
والدتها قالت بصوت يملؤه الحنان:
"كل يوم كنت بدعيلها، وكنت مؤمنة إن ربنا هيكرمها عشان تعبها وطيبتها. كنت دايمًا شايفاها بتحب الزراعة ومرتبطة بالعلم، وفعلاً ربنا حقق لها حلمها."
أما أشقاؤها فقالوا:
"أختنا مش بس نجحت، أبهرتنا كلنا.. كنا بنساعدها وندعيلها، وكلنا فرحانين إنها قدرت تحقق حلمها وتكون قدوة لينا."
خالتها، التي كانت لها دور كبير في توجيهها، قالت:
"من أول يوم قلت لها: التعليم الفني مش عيب، العيب إنك تسيبي حلمك.. وربنا كرمها وخلّاها الأولى على الجمهورية، لأنها بنت بتحب العلم وبتحترم تعب أهلها".
تحلم "ملك" بأن تلتحق بـكلية الزراعة – جامعة عين شمس، وأن تتخصص في علم التغذية، وتسعى لأن تصبح أستاذة جامعية تنقل علمها وخبرتها لطلاب آخرين، مؤكدة أنها ترتبط بالزراعة منذ طفولتها، وأن زياراتها المتكررة لأسرة والدتها في ريف محافظة الغربية، زادت حبها للأرض والعلم.
تقول:
"حلمي أكون أستاذة وأرد جزء بسيط من فضل بلدي وأسرتي عليّ. التعليم الفني باب كبير للنجاح لو عرفنا نمشي فيه صح."
قصة ملك عبد المجيد شلبي، ليست فقط حكاية تفوق دراسي، بل ملحمة من العطاء والصبر والدعاء والإرادة، تثبت أن الحلم لا يحتاج إلا إلى قلب مؤمن وسند عائلي ودعاء في يوم عرفة.
