أمين الفتوى: الإفطار عمدا في رمضان كبيرة تستوجب التوبة والكفارة (فيديو)

يُعد صيام شهر رمضان ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم، لا يجوز التفريط فيه إلا لعذر شرعي معتبر.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تعمد الإفطار في نهار رمضان دون عذر شرعي يُعد كبيرة من الكبائر، لما فيه من مخالفة صريحة لأمر الله تعالى في قوله:"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" (البقرة: 185)، مشددًا على أن الإفطار المتعمد يستوجب التوبة والقضاء، وقد يترتب عليه الكفارة في بعض الحالات.
الإفطار عمدًا برمضان
خلال حديثه في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة "الناس"، أوضح الدكتور أحمد عبد العظيم أن من أفطر متعمدًا بالأكل أو الشرب أو أي شيء آخر دون عذر شرعي، فقد ارتكب إثمًا عظيمًا، وعليه أمران أساسيان: التوبة الصادقة؛ وذلك من خلال الندم على ما فعل، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى؛ قضاء الأيام التي أفطرها: فالقضاء واجب ولا يجزئ عنه الإطعام أو أي كفارة أخرى طالما أن الشخص قادر على الصيام.
وأشار إلى أن الإفطار عمدًا بدون عذر لا يُكفر عنه إلا بقضاء الأيام الفائتة، والالتزام بالتوبة النصوح، مؤكدًا أن الاستهتار بصيام رمضان من الذنوب العظيمة التي تستوجب الاستغفار والندم.
حالات الفطر وأحكامها
وفيما يتعلق بالفئات التي يُباح لها الفطر بعذر شرعي، بيّن الدكتور عبد العظيم أن بعض الأشخاص مرخص لهم بالفطر، مثل: المرضى الذين يعانون من أمراض مؤقتة، حيث يجوز لهم الفطر على أن يقضوا الأيام التي أفطروها بعد شفائهم؛ المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تمنعهم من الصيام نهائيًا، وهؤلاء لا يجب عليهم القضاء، وإنما عليهم إخراج فدية عن كل يوم يفطرونه، وهي إطعام مسكين.
وتابع: "المسافر لمسافة تتجاوز 83 كيلومترًا، فيجوز له الإفطار على أن يقضي الأيام لاحقًا؛ المرأة الحامل أو المرضع، إذا خشيت على نفسها أو جنينها، فيجوز لها الفطر مع وجوب القضاء لاحقًا.
أما إذا كان الإفطار قد وقع بالجماع، فبالإضافة إلى التوبة والقضاء، تجب الكفارة المغلظة، وهي على الترتيب: "صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع؛ إطعام 60 مسكينًا".
تصفيد الشياطين
وحول تساؤل البعض عن سبب وقوعهم في هذا الذنب على الرغم من أن الشياطين تُصفد في رمضان، أوضح الدكتور عبد العظيم أن الدافع وراء ذلك قد يكون النفس الأمارة بالسوء أو الشياطين الصغار.
وأشار إلى أن بعض الأحاديث النبوية ذكرت أن المصفدين في رمضان هم كبار الشياطين، مما يعني أن الإنسان قد يظل معرضًا لوساوس الشيطان أو لضعف نفسه إذا لم يتحكم في رغباته. واستدل بقول الله تعالى:"إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي" (يوسف: 53)،
مشددًا على أن التحكم في النفس وضبط الشهوات من مقاصد الصيام الأساسية، مما يجعل رمضان فرصة لتقوية الإرادة وتعزيز التقوى.

الدعوة إلى التوبة
ودعا الدكتور أحمد عبد العظيم المسلمين إلى الالتزام بأحكام الصيام، وتجنب التفريط في هذا الفرض العظيم، مؤكدًا أن رمضان فرصة لمغفرة الذنوب والتقرب إلى الله.
وشدد على أن من أفطر متعمدًا عليه المسارعة إلى التوبة والاستغفار، وعدم التهاون في أداء العبادات المفروضة، داعيًا الجميع إلى اغتنام هذا الشهر الكريم في الطاعة والعبادة، والحرص على الصيام الصحيح كما أمر الله ورسوله ﷺ.