عاجل

عالم بالأوقاف: التكافل الاجتماعي روح الإسلام وركيزة بناء المجتمعات (فيديو)

التكافل الاجتماعي
التكافل الاجتماعي

في عالم يعجّ بالتحديات والمحن، يظل التكافل الاجتماعي أحد أعظم القيم الإسلامية التي تكرّس معاني الرحمة والتعاون بين الناس. 

وفي هذا السياق، أكد الدكتور هشام عبد العزيز، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن قضاء حوائج الناس ومد يد العون للمحتاجين ليس مجرد فعل خيري، بل هو واجب ديني وأخلاقي حثّ عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة، حيث قال الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

المال وسيلة للنفع 

وأوضح عبد العزيز، خلال مشاركته في برنامج "قوارب النجاة" المذاع على قناة "الناس"، أن الرزق الذي يوهب للإنسان ليس مقتصرًا على العبادات الفردية فقط، بل هو أداة لتحقيق الخير العام ومساندة الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع. واستشهد بقول الإمام بشر الحافي: "الغني الحقيقي هو من يطعم الطعام ويبني الخيام، لا من يجوع نفسه ويجمع المال دون منفعة للآخرين".

وأشار إلى أن الإسلام ينظر إلى المال باعتباره وسيلة للإحسان والتكافل الاجتماعي، لا غاية للتكديس والاكتناز، موضحًا أن العطاء والبذل هما علامة على الإيمان الصادق وحب الخير للناس.

قضاء حوائج الناس

ولفت عبد العزيز إلى أن الشرع قدّم أعمال الإحسان وقضاء حوائج الناس، مثل تفريج كرب المدينين، وإطعام الفقراء، ومساعدة المحتاجين، على بعض العبادات التطوعية كالصيام والاعتكاف، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا."

كما أضاف حديثًا آخر يعكس أهمية العطاء: لأن أمشي مع أخي في حاجته، أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا؛ وهو ما يدل على أن خدمة الآخرين والإحسان إليهم من أعظم القربات التي تقرب العبد من ربه وتحقق التكافل داخل المجتمع.

الرحمة والمواساة

وفي سياق متصل، شدد عبد العزيز على أن قيم الرحمة والمواساة هي أساس المجتمع الإسلامي، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ:"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله."

وأوضح أن هذا الحديث يعكس عظمة التكافل والتعاون، حيث يجعل رعاية المحتاجين بمثابة الجهاد في سبيل الله، مما يبرز أهمية التراحم بين الناس.

كما دعا إلى تعزيز ثقافة المساعدة والمساهمة في رفع المعاناة عن الفقراء، سواء من خلال التبرعات، أو المبادرات المجتمعية، أو دعم الجمعيات الخيرية، مؤكدًا أن هذه الأفعال تعود بالخير على المجتمع ككل، وتعزز من تماسكه واستقراره.

بناء مجتمع قوي

واختتم عبد العزيز حديثه بالتأكيد على أن التكافل الاجتماعي ليس مجرد إحسان فردي، بل هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك، مشيرًا إلى أن الإسلام يربط بين العبادة والإحسان إلى الآخرين، ويرسّخ مبدأ "من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته".

وأكد أن الأفراد القادرين على العطاء يجب أن يدركوا مسؤوليتهم تجاه مجتمعاتهم، وأن الخير الذي يقدمه الإنسان اليوم يعود عليه وعلى غيره بأضعافه في الدنيا والآخرة. فمن خلال التكافل، لا نحقق فقط الاستقرار الاجتماعي، بل ننشر أيضًا قيم الرحمة والمحبة التي هي جوهر الدين الإسلامي.

تم نسخ الرابط