عاجل

الصيام عبادة الروح أم اختبار للصبر؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)

العصبية
العصبية

في ظل الأجواء الروحانية لشهر رمضان، يواجه البعض تحديات في التحكم بانفعالاتهم، خصوصًا داخل نطاق الحياة الزوجية، حيث قد تؤدي الضغوط اليومية والصيام إلى زيادة العصبية والتوتر بين الزوجين. 

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العصبية الزائدة خلال الصيام لا تؤدي إلى بطلان الصيام من الناحية الشرعية، لكنها قد تُنقص من الأجر والثواب الذي يسعى إليه المسلم خلال هذا الشهر المبارك.

الصيام والطعام والشراب

وأوضح عبد السميع، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت"، المذاع على قناة "الناس"، أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتهذيب النفس وضبط السلوكيات.

 واستشهد بحديث النبي ﷺ:الصوم جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابّه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم."

وأشار إلى أن هذا الحديث يؤكد على ضرورة ضبط النفس وتجنب الانفعال الزائد، موضحًا أن الصيام يجب أن يكون مدرسة لترويض الغضب والتحكم في ردود الأفعال، لا مجرد التوقف عن الأكل والشرب.

مؤثرًا على الصيام

وفيما يتعلق بالغضب أثناء الصيام، أوضح عبد السميع أن هناك حالتين مختلفتين:" إذا وصل الغضب إلى درجة يفقد فيها الإنسان وعيه بما يقول ويفعل، فإن الشريعة تتسامح معه، لأنه في هذه الحالة غير مدرك لما يخرج منه. أما إذا كان الشخص قادرًا على ضبط انفعالاته لكنه اختار العصبية والخصام، فإن ذلك يُنقص من أجر صيامه، حيث يتعارض مع الهدف الأساسي من الصيام، وهو تهذيب الأخلاق وتقوية الإرادة.

الخصام بين الزوجين 

أما فيما يخص الهجر والخصام بين الزوجين خلال رمضان، أكد أمين الفتوى أن هذه التصرفات لا تُبطل الصيام من الناحية الفقهية، لكنها تؤثر سلبيًا على الروحانيات والأجواء الإيمانية للشهر الكريم. واستشهد بحديث النبي ﷺ:"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام."

وأشار إلى أن الخصام والهجر يؤديان إلى جفاف العلاقة الزوجية، ويخلقان جوًا من التوتر بدلاً من المودة والرحمة التي يجب أن تسود بين الزوجين، خاصةً في شهر رمضان الذي ينبغي أن يكون فرصة للتقارب والتسامح، لا للتباعد والخلاف.

التعامل الأمثل برمضان

وشدد عبد السميع على ضرورة أن يسود الاحترام والتفاهم بين الزوجين، مشيرًا إلى أن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، وليس على التحدي والخصام. ونصح بضرورة: "تجنب النقاشات الحادة خاصة خلال ساعات الصيام التي يكون فيها الشخص أكثر عرضة للتوتر؛ التحلي بالصبر وضبط النفس عند حدوث خلافات، وعدم ترك الغضب يفسد روحانيات الشهر.

وتابع: "البدء بالمصالحة عند وقوع أي خلاف، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ بأن "خيرهما الذي يبدأ بالسلام"، استثمار شهر رمضان في تعزيز التقارب العاطفي والروحي بين الزوجين، بدلاً من الدخول في دائرة من التوتر والانفعالات غير الضرورية.

فرصة للتسامح لا للخصام

واختتم عبد السميع حديثه بالتأكيد على أن رمضان ليس اختبارًا فقط للجوع والعطش، بل هو اختبار حقيقي للصبر والتحكم في الانفعالات.

 وأوضح أن الزوجين اللذين ينجحان في تجاوز الخلافات الصغيرة بصبر وحكمة، هما الأكثر قدرة على الاستفادة من الأجواء الروحانية للشهر الكريم، مشيرًا إلى أن التسامح والتراحم هما أساس نجاح أي علاقة زوجية، خاصة خلال هذه الأيام المباركة.

تم نسخ الرابط