زيارة الرئيس السيسي.. عمق العلاقات التاريخية بين مصر وغينيا الاستوائية

بالتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، للمشاركة في الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي، حظي الرئيس باستقبال شعبي رسمي يعكس متانة العلاقات بين البلدين.
ومن المتوقع أثناء زيارة الرئيس السيسي، أن يلتقي بعدد من القادة الأفارقة، للتباحث حول التحديات التي تواجه القارة الأفريقية، وسبل تعزيز الاستقرار القاري بما يحقق تطلعات الشعوب الأفريقية للرخاء والازدهار.

عمق العلاقات التاريخية بين مصر وغينيا الاستوائية
تعود العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية إلى ما بعد استقلال الأخيرة عن الاستعمار الإسباني في عام 1968، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف بالدولة الوليدة، وقدمت الدعم السياسي والدبلوماسي لترسيخ استقلالها، في تأكيد واضح على التزام القاهرة بمبادئ التضامن الأفريقي ودعم الحركات التحررية.
التعاون السياسي والدبلوماسي بين مصر وغينيا الاستوائية
على المستوى السياسي، تربط البلدين علاقات وثيقة، تعززها الرؤية المشتركة في دعم الاستقرار والسلم في أفريقيا، ضمن إطار الاتحاد الأفريقي. لطالما وقفت مصر إلى جانب غينيا الاستوائية في القضايا الإقليمية والدولية، مقدمة لها الدعم في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
كما يجمع البلدين تعاون في ملفات استراتيجية على رأسها تنفيذ "أجندة أفريقيا 2063"، التي تشكل خريطة طريق طموحة نحو التنمية المستدامة والتكامل القاري.

شراكة اقتصادية متنامية
في الجانب الاقتصادي، تشهد العلاقات بين البلدين تطورًا مستمرًا، خصوصًا في قطاعات حيوية مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة.
وتعتبر مصر، بما تمتلكه من خبرات تقنية وعلمية، شريكًا فاعلًا يمكنه الإسهام في دعم خطط التنمية الوطنية في غينيا الاستوائية، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والري، والزراعة، ويتيح ذلك تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات المشتركة.
تعاون ثقافي وتعليمي راسخ
أما على الصعيد الثقافي، تولت مصر اهتمامًا خاصًا بتعزيز الروابط التعليمية والثقافية مع غينيا الاستوائية، حيث توفر المنح الدراسية للطلاب الغينيين في الجامعات المصرية، لا سيما في مجالات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية.
وتسهم هذه المبادرات في بناء كوادر مهنية مؤهلة، تدعم مسيرة التنمية في غينيا الاستوائية، فضلًا عن تنظيم فعاليات ثقافية وفنية بين البلدين لتعزيز التفاهم الحضاري بين الشعبين.
زيارات متبادلة تدعم العلاقات الثنائية
شهدت العلاقات بين البلدين عددًا من الزيارات الرسمية المتبادلة على مستوى القادة والوزراء، وهو ما ساهم في دفع أطر التعاون إلى الأمام، وتوسيع قاعدة التنسيق الثنائي في مجالات متعددة، سواء سياسية أو اقتصادية أو ثقافية.
آفاق مستقبلية واعدة في العلاقات المصرية الغينية
ورغم ما تحقق حتى الآن من تعاون مثمر، إلا أن الفرص لا تزال واسعة لتوسيع نطاق الشراكة بين مصر وغينيا الاستوائية، لا سيما في مجالات الزراعة والطاقة النظيفة، إلى جانب التبادل التجاري والاستثماري، وهو ما من شأنه أن يعود بالنفع المتبادل على الاقتصادين المصري والغيني.
وتعد العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية نموذجًا للعلاقات الأفريقية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ومع تعدد مجالات التعاون المتاحة، فإن المستقبل يحمل المزيد من الفرص لبناء شراكة استراتيجية أعمق تخدم تطلعات البلدين نحو التقدم والاستقرار.