عاجل

“الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية”.
(المادة رقم 1 من الدستور المصري 2014)

هوية أفريقية منذ فجر التاريخ :
يتجاوز انتماء مصر لمحيطها الأفريقي، الأبعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية، حيث يعد هذا الانتماء مكوناً رئيسياً من مكونات "الهوية المصرية" على مر العصور، وعنصراً محورياً في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية.
وتمثل أفريقيا مكانة خاصة في منظومة الحضارة المصرية، حيث يضرب الانتماء المصري لقارة أفريقيا بجذوره في عمق التاريخ، منذ أن حرصت الدولة المصرية على إيفاد رحلات استكشافية لمنابع النيل بحثاً عن مصدر هذا الشريان واهب الحضارة في وادي مصر، من جانب آخر، شهدت بدايات التاريخ الميلادي، حضوراً مصرياً قوياً في قارة أفريقيا، بعد دخول المسيحية مصر، كذلك خلال العصر الإسلامي أخذت العلاقات المصرية الأفريقية بعداً هاماً، حيث جاء العديد من أبناء القارة الأفريقية للدراسة في الأزهر الشريف، بَرز منهم ابن خلدون من تونس، والجبرتي من إريتريا، والزيلعي والهرري من الصومال، والتكروري من غرب أفريقيا. 
 

دستور 2014.. و”هوية مصر الأفريقية”


إن إعلاء هوية مصر «الأفريقية» وتعزيز الانتماء لدول القارة، أكدته بجلاء نصوص ومواد الدستور المصري في 2014، حيث أكدت جملته الأولى من الديباجة «مصر هبة النيل للمصريين، وهبة المصريين للإنسانية.. مصر العربية - بعبقرية موقعها وتاريخها - قلب العالم كله، فهي ملتقى حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وهي رأس أفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهارها : النيل». 
 

ثم جاءت المادة الأولى من الدستور لتؤكد هذه القيم والمبادئ التاريخية بإعلانها أن «الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية».

انطلاقًا من دور مصر التاريخي في قارة أفريقيا، وتعزيز انتماء مصر لقارتها الأم، وترسيخًا لمبادئ السياسة الخارجية المصرية في القارة، باعتبارها أحد دوائر الأمن القومي المصري، تسعى هذه النافذة " مصر الأفريقية" إلى تعزيز تلك المبادئ، وتسليط الضوء بالتحليل العلمي والاستشرافي على أبرز  قضايا القارة، وفق رؤية علمية وموضوعية تخدم المصالح المصرية في القارة، وتسهم في التعريف الإعلامي والسياسي بأبرز التحولات في قارة أفريقيا.
 

في الختام.. لا يفوتني في هذا السياق أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير  لموقع "نيوز رووم" على اتاحة هذه النافذة العلمية والإعلامية لتنمية الوعي المصري بالقضايا الأفريقية، وهو دأب ليس بغريب على أسرة تحرير الموقع، بقيادة الأستاذ أحمد صبري،  ورسالته الوطنية والإعلامية.

تم نسخ الرابط