أمواج التغيير تضرب «روشن» .. نادي سعودي يودّع أربعة أجانب دفعة واحدة

أعلن نادي الرياض السعودي، اليوم السبت، رحيل أربعة لاعبين أجانب دفعة واحدة عن صفوف الفريق الأول لكرة القدم، هذه الخطوة الجريئة تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى هيكلة الفريق بالكامل خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية 2025، وتمثل بداية فعلية لعصر جديد في النادي.

ذكر الحساب الرسمي لنادي الرياض عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أن النادي وجّه شكره للرباعي المحترف: الغاني بيرنارد منساه، القمري فايز سليماني، البوركيني محمد كانوتي، بالإضافة إلى الفرنسي الشاب سيكو ليجا، البالغ من العمر 20 عامًا، والذي كان قد انضم إلى الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية. 

وأكد البيان الرسمي انتهاء العلاقة التعاقدية مع هؤلاء اللاعبين، مما يفتح المجال أمام النادي لضم عناصر جديدة تتوافق مع الرؤية الفنية المقبلة.

يُشكل هذا القرار الجذري جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجها نادي الرياض تحت قيادة مدربه البرتغالي الجديد ماوريسيو. كان النادي قد أقدم مؤخرًا على تعيين ماوريسيو خلفًا للمدرب الفرنسي صبري لموشي، في إشارة واضحة إلى الرغبة في التغيير الشامل. المدرب الجديد يستعد لبدء فترة الإعداد للموسم المقبل بوضع تصور فني مغاير تمامًا لما كان عليه الفريق خلال موسم 2024-2025، ويهدف إلى بناء فريق يتمتع بتوازن أكبر وروح تنافسية أعلى.

 التخلي عن هذا العدد الكبير من اللاعبين الأجانب دفعة واحدة يُبرز حجم التحدي الذي يواجهه المدرب ماوريسيو والإدارة، ويعكس ثقة النادي في قدرة الجهاز الفني على اختيار بدلاء أكثر فاعلية. هذه الخطوة تُعد مؤشرًا قويًا على نية النادي في إحداث ثورة شاملة في القوام الأساسي للفريق، وليس مجرد تعديلات طفيفة.

أنهى فريق الرياض موسمه الماضي في المركز الحادي عشر بجدول ترتيب دوري روشن السعودي، وهو مركز لا يتماشى على الإطلاق مع طموحات الإدارة والجماهير. هذا الأداء دفع الإدارة إلى تقييم شامل لكافة عناصر الفريق، والوصول إلى قناعة بضرورة التغيير الجذري لضمان عدم تكرار نفس النتائج في الموسم القادم. المركز الحادي عشر يُعد إشارة واضحة إلى أن الفريق كان بحاجة ماسة لضخ دماء جديدة وتغيير في بعض المراكز الحساسة.

من المنتظر أن تُعوض هذه المغادرات بصفقات نوعية جديدة خلال الأيام المقبلة، خصوصًا مع سعي النادي لتعزيز الخطوط الأمامية والدفاعية قبل بداية المعسكر التحضيري المنتظر. الهدف هو جلب لاعبين يمتلكون القدرة على إحداث الفارق وتقديم الإضافة الفنية المطلوبة للفريق الذي يطمح في التواجد بمراكز أفضل في جدول الترتيب.

أرقام اللاعبين الراحلين

اللاعبون الأربعة الذين رحلوا قدموا مستويات متفاوتة مع الفريق في الموسم الماضي:

فايز سليماني (جزر القمر): يُعد من أبرز الراحلين من حيث المشاركة، حيث لعب 30 مباراة مع الرياض، منها 27 أساسيًا في الدوري والكأس الموسم الماضي. سجل 7 أهداف وصنع 4، وحصل على بطاقة صفراء واحدة. تُشير أرقامه إلى أنه كان مؤثرًا في الجانب الهجومي، وقد يكون رحيله بسبب عدم تناسبه مع الرؤية الفنية الجديدة للمدرب، أو لم يُقدم الأداء الذي يُنتظر من لاعب أجنبي في دوري قوي مثل دوري روشن.

محمد كانوتي (بوركينا فاسو): شارك في 29 مباراة، منها 21 أساسيًا. سجل 4 أهداف وصنع 2. تلقى 3 بطاقات صفراء وبطاقة حمراء واحدة، مما يُشير إلى بعض المشاكل الانضباطية أو اللعب العنيف أحيانًا.

بيرنارد منساه (غانا): لعب 30 مباراة، منها 26 أساسيًا. سجل 5 أهداف وصنع 4، ونال 6 بطاقات صفراء. كانت له مساهمات هجومية جيدة، لكن العدد الكبير من البطاقات الصفراء قد يُشير إلى مشاكل في التمركز أو التدخلات.

سيكو ليجا (فرنسا): رغم كونه لاعبًا شابًا (20 عامًا) وانضمامه في الشتاء، إلا أنه شارك في 14 مباراة، منها 10 أساسيًا. سجل هدفًا واحدًا وصنع آخر، ولم يتلقَ أي بطاقات ملونة. أرقامه تُشير إلى أنه لم يحصل على الوقت الكافي لإثبات نفسه بشكل كامل، وقد يكون رحيله قرارًا لتوفير مكان للاعب أجنبي بخبرة أكبر.

تُبرز هذه الأرقام أن النادي قرر التخلي عن لاعبين شاركوا بانتظام، مما يؤكد أن التغيير ليس فقط لأسباب فنية بحتة، بل قد يكون جزءًا من خطة شاملة لإعادة تشكيل الفريق بأكمله وربما تغيير نوعية اللاعبين الأجانب الذين يتم استقطابهم بما يتوافق مع رؤية المدرب الجديد.