أستاذ اقتصاد زراعي: التقنيات الحديثة مفتاح مواجهة التغيرات المناخية (فيديو)

أكد الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن استخدام التقنيات الحديثة يعد من أهم الوسائل التي ساهمت في زيادة الإنتاجية الزراعية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن هذه التقنيات لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الإنتاج الزراعي في الدول المتقدمة زراعيًا، وانتقل تأثيرها لاحقًا إلى بعض الدول النامية.

وأضاف كمال، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن مصر لديها خطة زراعية واضحة قائمة على توظيف التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، وذلك من خلال استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة المحدثة، والتي تأتي في إطار رؤية مصر 2030، بهدف تعزيز الإنتاج الزراعي وتقليل الفجوة الغذائية.

التوسع الرأسي والتكنولوجيا 

وأوضح كمال أن الاستراتيجية الزراعية المصرية تركز بشكل رئيسي على التوسع الرأسي في استخدام التكنولوجيا، أي تحسين الإنتاجية من نفس المساحة المزروعة، دون الحاجة إلى التوسع الأفقي الذي يتطلب استصلاح أراضٍ جديدة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا الحيوية أصبحت أداة رئيسية في هذا الاتجاه، حيث يتم التركيز على تطوير أصناف زراعية محسنة تتمتع بخصائص إنتاجية متفوقة.

وأشار إلى أن هذه التقنيات تساهم في استنباط أصناف زراعية ذات كفاءة عالية، مثل:أصناف ذات احتياجات مائية منخفضة، مما يساعد في ترشيد استهلاك المياه؛ محاصيل مقاومة للإجهاد البيئي مثل الحرارة والجفاف والملوحة، مما يجعلها أكثر تكيفًا مع التغيرات المناخية؛ أصناف عالية الإنتاجية، تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة العائد الاقتصادي للمزارعين.

التغيرات المناخية وتأثيرها 

ولفت كمال إلى أن التغيرات المناخية أصبحت تحديًا رئيسيًا أمام الزراعة عالميًا، حيث شهد العالم ارتفاعًا في درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وجودتها. وأوضح أن بعض المناطق الزراعية تعاني من تقلبات مناخية قاسية، مثل فترات الجفاف الطويلة أو الفيضانات، مما يستدعي تطوير حلول زراعية مبتكرة لمواكبة هذه التحديات.

وأضاف أن التغير المناخي يؤثر أيضًا على توزيع الآفات الزراعية، حيث أصبحت بعض المناطق أكثر عرضة لتكاثر الحشرات والآفات نتيجة تغير درجات الحرارة والرطوبة، مما يستوجب تطوير تقنيات مقاومة متقدمة لحماية المحاصيل والحفاظ على الإنتاج الزراعي.

مصر والزراعة المستدامة

وأكد كمال أن الدولة المصرية تعمل بشكل مكثف على تحقيق التنمية الزراعية المستدامة من خلال مشروعات قومية ضخمة، مثل التوسع في الزراعة الذكية وتقنيات الري الحديث، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي في مجال الهندسة الوراثية وتحسين التربة.

وشدد على أن توظيف التكنولوجيا الحديثة في الزراعة المصرية يعد خطوة ضرورية لضمان زيادة الإنتاج الزراعي، وتقليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المصرية في الأسواق العالمية.

وأكد على أن التطور التكنولوجي في الزراعة أصبح ضرورة حتمية وليس مجرد خيار، وأن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق زراعة أكثر استدامة وإنتاجية، بما يتماشى مع رؤيتها التنموية الشاملة.