خبير اقتصادي يكشف تأثيرات صفقة بنك القاهرة على السوق المصري (فيديو)

في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها المتباينة على الأسواق الناشئة، أكد الخبير الاقتصادي أحمد طعيمة أن صفقة بنك القاهرة لعبت دورًا جوهريًا في تخفيف حدة التأثير السلبي للهبوط الذي شهدته الأسواق الأمريكية على نظيرتها المصرية.
قدرة السوق المصري
وأشار إلى أن هذه الصفقة تعكس قدرة السوق المصري على الحفاظ على درجة من الاستقلالية في مواجهة الاضطرابات الخارجية، ما يؤكد مرونته وقدرته على امتصاص الصدمات الاقتصادية الخارجية.
وخلال مداخلته الهاتفية في برنامج "أرقام وأسواق" المذاع عبر قناة "أزهري"، أوضح طعيمة أن مؤشر "إيجي إكس 70" الذي يضم الشركات الصغيرة والمتوسطة، قد شهد انتعاشًا ملحوظًا، مستفيدًا من تدفق الأخبار الإيجابية المرتبطة بقطاع المقاولات والإنشاءات.
وشدد على أن هذا الارتفاع يعكس تفاؤل المستثمرين بآفاق النمو في هذا القطاع الحيوي، الذي يلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر.
أسعار النفط
وفي سياق آخر، تناول طعيمة المستجدات في أسواق الطاقة العالمية، مشيرًا إلى أن أسعار النفط سجلت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفع سعر خام برنت بنسبة 1% ليصل إلى 70.1 دولارًا للبرميل، بينما شهد خام نايمكس ارتفاعًا بنسبة 1.15% ليصل إلى 6.79 دولارًا للبرميل.
وأرجع هذا الصعود إلى تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي نتيجة السياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أثارت قلق المستثمرين بشأن الطلب المستقبلي على الطاقة.
وأضاف أن هذه المخاوف قد تؤدي إلى تذبذب في أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين.
انعكاسات محلية ودولية
وأكد طعيمة أن السوق المصري، رغم تأثره ببعض العوامل الخارجية، أثبت قدرته على التكيف مع المتغيرات العالمية، مشيرًا إلى أن الأداء الإيجابي لبعض القطاعات، مثل المقاولات والإنشاءات، يعزز الثقة في قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق نمو مستدام، خاصة مع استمرار الحكومة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى التي تدعم هذا القطاع.
كما أشار إلى أن المستثمرين في السوق المصري أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية تنويع محافظهم الاستثمارية وتجنب الارتباط الوثيق بالأسواق العالمية المتقلبة، وهو ما يعزز من استقرار البورصة المصرية على المدى الطويل.

التوقعات المستقبلية
وفي ختام حديثه، توقع طعيمة أن يواصل السوق المصري أداءه القوي، مدعومًا بالإصلاحات الاقتصادية المستمرة، وتحسن بيئة الأعمال، إلى جانب تزايد ثقة المستثمرين في المناخ الاستثماري المحلي.
وأكد أن قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية ستكون عاملًا حاسمًا في تعزيز استقرار السوق، خاصة مع تزايد الاهتمام بقطاعات مثل الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
وتظل التحديات الخارجية، مثل التقلبات في أسعار النفط والسياسات التجارية العالمية، عوامل مؤثرة على الاقتصاد المصري، إلا أن المرونة التي أظهرها السوق مؤخرًا تعكس إمكانية استيعاب هذه التحديات والمضي قدمًا نحو تحقيق نمو مستدام.