الانتهاكات في غزة.. أستاذ قانون دولي يكشف أبعاد الكارثة القانونية والإنسانية

أكدت الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، المتخصصة في القانون الدولي الإنساني، أن ما يتعرض له قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي يرقى إلى مستوى "جريمة حرب مكتملة الأركان"، وفقًا للمعايير القانونية الدولية.
الانتهاكات في غزة
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز لايف"، شددت تمارا حداد، من رام الله، على أن الانتهاكات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ولم تقتصر على تصرفات فردية أو استثنائية، بل تمثّل "نمطًا ممنهجًا" من الإجرام المنظم ضد المدنيين والبنى التحتية الحيوية.
أدلة موثقة على الجرائم
وأوضحت تمارا حداد أن هناك وفرة من الأدلة الميدانية الموثقة، التي تكشف عن حجم الكارثة الحقوقية والإنسانية، بما يشمل قصف التجمعات السكنية، واستهداف النساء والأطفال، وارتكاب مجازر جماعية دون أي تمييز.
وأشارت تمارا حداد إلى أن التقارير الصادرة عن منظمات دولية محايدة تثبت أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير المستشفيات والمدارس ومرافق المياه والكهرباء، ما يُعد انتهاكًا مباشرًا للبروتوكولات الملحقة باتفاقيات جنيف الرابعة، والتي تنصّ صراحةً على حماية المدنيين وقت النزاعات المسلحة.
حرمان من المساعدات الإنسانية
واعتبرت تمارا حداد أن أخطر ما يميز العدوان الإسرائيلي هو "الحرمان الممنهج والمتعمّد من المساعدات الإنسانية"، حيث يُمنع دخول المواد الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، مما يزيد من معاناة السكان، ويشكّل "عقابًا جماعيًا"، وهو أحد أكثر الانتهاكات جسامةً في القانون الدولي.
وتابعت تمارا حداد: "ليس فقط أن هناك حصارًا مستمرًا منذ سنوات، بل يتم استخدام الجوع والدواء كسلاح ضد السكان، وهذا يعكس انعدام أي التزام أخلاقي أو قانوني من جانب سلطات الاحتلال".
المجتمع مطالب بالتحرك
طالبت تمارا حداد في ختام حديثها بضرورة تحرّك المجتمع الدولي بشكل فاعل، قائلة: "لم يعد مقبولًا الصمت أمام جرائم موثقة بهذه الدرجة، والتهاون مع إسرائيل لا يعني سوى تشجيعها على ارتكاب المزيد من الفظائع".
كما دعت تمارا حداد المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيقات عاجلة وجادة، مؤكدة أن الإفلات من العقاب يهدد مصداقية النظام الدولي برمّته، ويُضعف ثقة الشعوب في قدرة المؤسسات القانونية على تحقيق العدالة.

غياب الردع يعمّق الجراح
وحذرت تمارا حداد من أن غياب أي ردع دولي يشجع إسرائيل على المضي قدمًا في نهجها الدموي، ما يجعل المدنيين في غزة يدفعون الثمن الأكبر، داعية إلى محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم وفقًا للقانون الدولي، وعدم الاكتفاء بالإدانات اللفظية.
وختمت تمارا حداد رسالتها برسالة تضامن مع أهالي غزة، مؤكدة أن توثيق الجرائم هو أول خطوة نحو تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة.