أزمة التحويلات بالإسكندرية.. أولياء الأمور محاصرون بين الكثافة وضيق الوقت

مع انطلاق موسم التحويلات المدرسية للعام الدراسي 2025 – 2026، تفجرت أزمة جديدة في الإسكندرية، حيث اشتكى مئات أولياء الأمور من تعقيد الإجراءات، وصعوبة الحصول على أماكن لأبنائهم في المدارس القريبة من محل إقامتهم، وسط تكدس الطلبات واشتراطات مشددة فرضتها مديرية التربية والتعليم بالمحافظة.
أزمة التحويلات بالإسكندرية
وما بين تأشيرات أعضاء مجلس النواب و المحافظ التي لا تنقذ يقف الأهالي عاجزين عن حل
تقديم إلكتروني.. وأبواب مغلقة
بدأت مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية استقبال طلبات التحويلات إلكترونيًا منذ الأول من يوليو الجاري وحتى منتصف أغسطس، وفقًا للكتاب الدوري رقم 40 الصادر عن وزارة التربية والتعليم، والذي ينص على التقديم الموحد إلكترونيًا على مستوى جميع المحافظات، مقابل رسوم 100 جنيه تُدفع عبر البريد أو وسائل الدفع الرقمي.
لكن على أرض الواقع، اصطدم أولياء الأمور بعقبات عديدة، أبرزها رفض المدارس قبول الطلبات رغم استيفائها كافة الشروط، بحجة عدم وجود أماكن شاغرة، خاصة في المدارس الرسمية لغات والمتميزة، إلى جانب تعنت بعض الإدارات التعليمية في تنفيذ خطوات التحويل، ما خلق حالة من الاستياء والغضب داخل الأوساط الأسرية.
شروط مشددة ومعايير صارمة
بحسب الضوابط المُعلنة، يشترط لقبول طلب التحويل أن يكون الطالب ضمن النطاق الجغرافي "المربع السكني" للمدرسة المطلوب التحويل إليها، مع توفر أماكن شاغرة، وتقديم كافة المستندات المطلوبة، أبرزها: 4 نسخ من استمارة التحويل، إيصال سداد الرسوم، صورة بطاقة ولي الأمر، بيان قيد أو نجاح، وموافقة إدارة المدرستين المحوَّل منها وإليها.
ورغم وضوح التعليمات، فإن التطبيق الفعلي شهد حالات رفض كثيرة لأسباب غير معلنة، بحسب شهادات عدد من أولياء الأمور، مؤكدين أن بعض المدارس "لا تفتح الباب نهائيًا لأي تحويلات"، رغم معاناة أبنائهم في مدارس بعيدة عن محل السكن أو تعاني من ضعف مستوى التعليم.
شهادات حيّة من قلب الأزمة
هبة سيد – ولية أمر من منطقة محرم بك
"قدمت طلب تحويل لابني من مدرسة خاصة إلى مدرسة الشهيد شريف محمد الرسمية لغات، لأنها الأقرب إلى منزلنا، لكن الطلب تم رفضه بحجة الكثافة، رغم أن المدرسة نفسها كانت فتحت باب القبول قبل أيام فقط. إحنا تعبنا ومش عارفين نعمل إيه، وكل سنة بنلف على نفس الدوامة."
أحمد سالم – ولي أمر من سيدي بشر
"ابني في مدرسة بعيدة جدًا عن بيتنا، وبيركب مواصلتين علشان يوصل. حاولت أنقله لمدرسة قريبة من سكني، لكن رفضوا التحويل بحجة نوع التعليم، هو طالب رسمي لغات، والمدرسة المتميزة مش بتقبل. طب نعمل إيه؟ التعليم أصبح معركة مش خدمة."
سمر عبد الحليم – من إدارة شرق التعليمية
"أنا قدمت أوراق بنتي على الموقع من أول يوم، ومعايا كل المستندات، وسددت الرسوم، ورحت المدرسة المراد التحويل إليها، لكن الموظفة قالت لي مفيش أماكن خالص، ومش هينفع نستلم الورق. طيب ليه سايبين التقديم مفتوح أصلاً؟"
بين الواقع والوعود
من جانبه، شدد الدكتور عربي أبو زيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، على التزام المديرية باستيعاب أكبر عدد ممكن من طلبات التحويل، دون الإخلال بالكثافات الطلابية أو الإضرار بالعملية التعليمية، لافتًا إلى وجود لجان مركزية لمراجعة الطلبات والبت فيها بشكل عادل وشفاف.
كما أكد أن بعض المدارس تشهد ضغطًا غير مسبوق، ما يجعل قبول التحويلات بها أمرًا بالغ الصعوبة، مشيرًا إلى دعم المدارس التي تعاني من نقص في المدرسين أو الموارد، من خلال الندب الجزئي وتكثيف مجموعات الدعم للطلاب.
ويرى خبراء التعليم أن حل أزمة التحويلات يتطلب إعادة النظر في ضوابط التحويل بين أنواع المدارس المختلفة، وزيادة عدد الفصول في المدارس المزدحمة، إلى جانب تحسين مستوى التعليم داخل المدارس البعيدة لتقليل الضغط على المدارس المركزية.
الجدير بالذكر ان أزمة التحويلات المدرسية في الإسكندرية تتكرر سنويًا، لكنها هذا العام ازدادت تعقيدًا بسبب الطلب المرتفع والكثافات الكبيرة وصعوبة الإجراءات. وبينما تسعى الوزارة لضبط الأمور بمنظومة إلكترونية موحدة، يظل الواقع بحاجة إلى حلول عاجلة تخفف العبء عن الأسر وتضمن لأبنائهم حقهم في تعليم جيد دون معاناة أو بيروقراطية.