عاجل

النسبة الأعلى منذ 5 سنوات.. الإسرائيليون يفرون من بلادهم بسبب تفاقم الحروب

مواطني الاحتلال الإسرائيلي
مواطني الاحتلال الإسرائيلي

في ظل تصاعد التوترات الأمنية وتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، أكد مختصون بروز موجة هجرة "حقيقية وملحوظة" من داخل إسرائيل إلى الخارج، وسط توقعات بارتفاع الأعداد خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد الحرب الأخيرة مع إيران واستمرار المواجهات في غزة.

وبحسب محللين، فإن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين باتوا يعتبرون أن إسرائيل لم تعد بيئة آمنة أو مستقرة، سواء على المستوى الأمني أو المعيشي، وهو ما ينعكس في تزايد حالات السفر ومحاولات الهجرة، بل وتحوّل بعض العمليات إلى محاولات خروج غير شرعي، كما حدث خلال الأيام الأولى من الحرب مع إيران.

خوف متصاعد وهروب صامت

وتشير تقارير متداولة إلى ارتفاع لافت في نوايا الهجرة منذ أكتوبر 2023 مع اندلاع الحرب على غزة، لكن الظاهرة تفاقمت بشكل أوضح خلال حرب "الأيام الاثني عشر" مع إيران، حين ظهرت صور مطارات وموانئ مكتظة بالمغادرين، وتؤكد هذه التوجهات نتائج استطلاع رأي أجرته منصة التوظيف الإسرائيلية "أول جوبز"، حيث أظهر أن 73% من المشاركين يفكرون في مغادرة البلاد، وهي أعلى نسبة تسجل منذ خمس سنوات.

ويرى الخبراء، أن ما تشهده إسرائيل يمثل "حالة هجرة حقيقية"، تتجه أحيانًا إلى طرق غير شرعية، خاصة نحو لارنكا القبرصية، مقابل آلاف الدولارات: "الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي، وغياب الثقة بالحكومة والجيش، والتوتر الدائم، كلها عوامل تدفع إلى هذا النزوح، ولن يتوقف الأمر عند عشرات الآلاف".

انعدام الثقة ومستقبل غامض

وأكد الخبراء أن الداخل الإسرائيلي يمر بتحول نفسي كبير، حيث يرى كثيرون أن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية أصبحت عبئًا على أمنهم واستقرارهم، وقال: "الصواريخ الإيرانية التي سقطت في العمق الإسرائيلي دون أن يتم اعتراضها بشكل كامل، أثارت حالة من الذعر، وجعلت كثيرين يشعرون بأن بيوتهم لم تعد آمنة".

ورأى أن التراجع الحاد في مؤشرات الاقتصاد والاستثمار، بالتزامن مع تصاعد المواجهات العسكرية، يجعل إسرائيل أقل جاذبية للسكن والعمل، خصوصًا لدى الفئات الشابة التي تبحث عن فرص وحياة مستقرة.

تعتيم إعلامي وتسهيلات في الاستقبال

ووفق ما أكده، تتم محاولات الهجرة من إسرائيل وسط تعتيم إعلامي، ودون وجود عقبات من جانب الدول الأوروبية، التي تستقبل المغادرين، لا سيما من حاملي الجنسيات المزدوجة، دون تشديد ملحوظ.

ويبدو أن الصورة مرشحة لمزيد من التعقيد، في حال استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو، وسط تحذيرات من أن موجة الهجرة قد تتحوّل إلى مؤشر على تآكل الثقة الشعبية داخل إسرائيل بشكل غير مسبوق.

تم نسخ الرابط