عاجل

قبيل تنصيب ترامب... هل تحدد معركة كورسك مصير المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

هجوم كورسك قد يشكل
هجوم كورسك قد يشكل ورقة ضغط في المفاوضات بين كييف وموسكو

قبل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تخوض روسيا وأوكرانيا معركة شرسة للسيطرة على جزء من منطقة كورسك الروسية التي يُتوقع أن تكون على رأس نقاط التفاوض الرئيسية في محادثات السلام بين كييف وموسكو، والتي تعهد ترامب بعقدها حال تنصيبه.

وشنّت القوات الأوكرانية، نهاية الأسبوع الماضي، هجومًا مضادًا في كورسك، وذلك في محاولة منها لاستعادة بعض الأراضي التي استولت عليها الصيف الماضي من روسيا ثم فقدتها. وقد جاء ذلك بعد أن شرعت روسيا في إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى المعركة في كورسك الشهر الماضي.

ولكن، وبعد مرور قرابة أسبوع على العملية الجديدة في كورسك، يبدو أن التقدم الأوكراني كان محدودًا. فقد أحرزت أوكرانيا مكاسب متواضعة في بعض المناطق، بينما تقدمت روسيا بثبات على الجناح الأيسر وأخذت أسرى. ورغم أن أوكرانيا حافظت على موطئ قدم في المنطقة منذ أغسطس، إلا أنها خسرت أراضي بشكل تدريجي مع تركيز روسيا على استعادتها باستخدام نيران مكثفة.

ونجحت القوات الروسية في استعادة الأراضي في كورسك، فيما صرح أندريه رودينكو، المدون العسكري الروسي، على قناته بتطبيق "تليجرام" بأن الهجوم الأوكراني "فشل فشلًا ذريعًا." ونشرت المدونات أيضًا مقاطع فيديو تُظهر جنودًا أوكرانيين أُسروا.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يشير استمرار التركيز الأوكراني على كورسك إلى مدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة لكييف، خاصة مع اقتراب وصول ترامب الذي قد يزيد الضغط على الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وحذر المسؤولون الأوكرانيون من أنه إذا تراجعت قواتهم عبر الحدود، فإن القوات الروسية المتمركزة، التي تقول كييف إنها تضم 60,000 جندي، ستتبعهم إلى داخل أوكرانيا وتحتل المزيد من الأراضي.

وأوضحت الصحيفة أن توغل أوكرانيا في كورسك في أغسطس يمثل التقدم الواضح الوحيد في ساحة المعركة خلال العام الماضي، مما يجعل الاحتفاظ بها أكثر أهمية لكييف.

من جهتها، تتوق روسيا لاستعادة المنطقة، لكنها لا تزال تحتفظ بجزء كبير من قوتها العسكرية في شرق أوكرانيا، حيث زعمت القوات الروسية هذا الأسبوع أنها سيطرت على بلدة كوراخوف الأوكرانية. نفت المسؤولون الأوكرانيون هذه الادعاءات ووصفوا المعركة بأنها لا تزال مستمرة.

أفضلية روسية

ومع اقتراب تنصيب ترامب، ترى موسكو، التي لديها الأفضلية في القوة البشرية والموارد، أسبابًا أقل من أوكرانيا لتعتبر توليه منصبه مغيرًا فوريًا لقواعد اللعبة.

لكن الشاغل الرئيسي في الأسابيع الأخيرة بالنسبة لأوكرانيا، كان استخدام روسيا لقوات كورية شمالية، مما عزز قدرات موسكو الهجومية في كورسك. هذه القوات، المدعومة بمدفعية روسية وطائرات بدون طيار، تحركت في مجموعات كبيرة نحو المواقع الأوكرانية. وعلى عكس القوات الروسية، التي عادةً ما تتحرك في مجموعات صغيرة لتجنب الكشف، بدا أن الجنود الكوريين الشماليين يتجاهلون الطائرات بدون طيار التي تحلق فوقهم ويتقدمون حتى مع سقوط رفاقهم جرحى أو قتلى بجانبهم.

وقالت "واشنطن بوست" إن التكتيك البسيط نسبيًا المتمثل في اقتحام المواقع الأوكرانية بأعداد هائلة من الجنود كان ناجحًا إلى حد ما، مشيرةً إلى أن القوات الأوكرانية تمكنت أيضًا من تكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة، بما في ذلك في لواء المشاة البحري الروسي 810، مما قد يكون أجبر روسيا على اللجوء إلى القوات الكورية الشمالية في وقت أبكر مما كان مخططًا له.

وأضافت أن استخدام الهجمات الجماعية للقوات الكورية الشمالية يسمح لروسيا بالحفاظ على جنودها لمهام أخرى. وفي الوقت نفسه، استغلت أوكرانيا تحديات الاتصال بين القوات الروسية والكورية الشمالية لاستعادة بعض المواقع في كورسك، حيث بدا أن الارتباك بين المجموعتين قد أبطأ جهود روسيا لتثبيت السيطرة على الأراضي بعد الهجمات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الشهر الماضي، شنّ 400 إلى 500 جندي كوري شمالي هجومًا على مواقع أوكرانية، متفوقين عدديًا على الجنود الأوكرانيين هناك بنسبة 6 إلى 1 على الأقل، فيما استمرت المعركة ثماني ساعات، حتى نفدت الذخيرة من الجانب الأوكراني واضطروا إلى التراجع.

وأضافت أن الأوكرانيين أخذوا جنديًا كوريًا شماليًا كأسير حرب وقدموا له الإسعافات الأولية، لكنه توفي متأثرًا بجراحه قبل أن يتم استجوابه. وقال إن جنودًا كوريين شماليين آخرين قتلوا أنفسهم باستخدام قنابل يدوية بدلاً من مواجهة الأسر من قبل الأوكرانيين. وترك العديد منهم قتلى أو جرحى في ساحة المعركة.

 

تم نسخ الرابط