عاجل

نقيب المهندسين: خطتنا لإعادة إعمار غزة جاهزة وتستغرق 5 سنوات دون تهجير.. و لا مكان للسياسة داخل النقابة | حوار

طارق النبراوي نقيب
طارق النبراوي نقيب المهندسين

خطتنا لإعادة إعمار غزة جاهزة وتستغرق 5 سنوات دون تهجير.

 لا مكان للسياسة داخل النقابة.

 نتابع تحقيقات أزمة الجمعية العمومية كل أسبوعين وننتظر قرارات رادعة.

 النقابة ترفض اعتماد خريجي التعليم المفتوح لعدم حصولها على شهادة الجودة.

 لن نقبل بتوظيف أجانب في تخصصات متاحة للمصريين.

علاقتي برئيس الوزراء مصطفى مدبولي طيبة وننتظر التعاون مع محلب في ملف إعادة الإعمار.

 

في خضم استعدادات نقابة المهندسين، للعمل على ملف إعادة إعمار غزة، وبالتزامن مع تقديم مصر ملفها لإعادة الإعمار، أجرى "نيوز رووم" حوار خاص مع المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين.

تحدث النبراوي، خلال الحوار في عدة محاور، كان على رأسها مشروع نقابة المهندسين لإعادة إعمار غزة. كما تطرق الحوار لآليات العمل النقابي وسط صراعات حزبية تسعى لفرض نفوذها على النقابة، بالإضافة إلى الكشف عن نتائج التحقيقات حول الأزمات التي أحاطت بآخر جمعية عمومية للمهندسين، وتفاصيل أخرى كثيرة.

إلى نص الحوار..

 

ما هو دور نقابة المهندسين في ملف إعادة إعمار غزة ؟

ملف إعادة إعمار غزة ملف أمن قومي مصري وعربي، وكان من الطبيعي أن تكون نقابة المهندسين طرفًا رئيسيًا فيه منذ اليوم الأول، وبالفعل كنا داعمين للشعب الفلسطيني، وتعاونّا مع نقابة الصحفيين ونقابات أخرى في هذا السياق، ومع توقف الحرب وبدء الحديث عن مرحلة الإعمار، شكلنا لجنة متخصصة من كبار المهندسين، يرأسها اللواء الوزير أحمد زكي عابدين، وهو شخصية هندسية مرموقة في هذا المجال، وفي أول اجتماع للجنة، أقررنا مبدأ أساسيًا وهو أن "الإعمار يتم بدون تهجير"، واتفق جميع الأعضاء على ضرورة ضمان حق الفلسطينيين في العيش بكرامة داخل أراضيهم، بعد ذلك، بدأنا العمل على خطط إعادة الإعمار، وعقدنا مؤتمرًا موسعًا بحضور مهندسين من غزة، الأردن، والقدس، حيث قدموا لنا رؤية شاملة عن الواقع الميداني ومتطلبات الإعمار.

وحاليًا، هناك ثلاث لجان تعمل على هذا الملف، وتركز المرحلة الأولى على توفير المأوى الآمن والمستقر للمواطنين المتضررين، تمهيدًا لإعادة بناء المناطق المدمرة.

هل هناك تعاون مع مؤسسات دولية في عملية إعادة الإعمار؟

نحن نعتمد بشكل أساسي على الخبرات العربية، خاصة من المهندسين الفلسطينيين والأردنيين، الذين قدموا لنا خططًا مبدئية تدعم جهود الإعمار، كما أن التواصل مستمر مع زملائنا في غزة للاستفادة من رؤيتهم الهندسية.

كيف ترى دور الدولة المصرية في دعم جهود إعادة الإعمار؟

الدولة المصرية قامت بإعداد خطة شاملة وعاجلة، تم تقديمها إلى القمة العربية والجهات المعنية، وهو جهد كبير يحسب لها، أما دور النقابة، فهو أكثر تخصصًا، حيث نركز على وضع خطط تفصيلية مشروعات الإعمار، والتي سيتم تقديمها للدولة للمساهمة في هذا الملف الحيوي.

هل هناك موعد محدد لبدء الإعمار، وكم تستغرق العملية؟

الخطة المصرية تستهدف إعادة الإعمار خلال خمس سنوات، وهي فترة مناسبة لإنجاز المهمة بشكل جيد، وفق ما بحثناه في لجنة إعادة الإعمار بنقابة المهندسين، لكن توقيت البدء مرتبط بعوامل سياسية، أهمها، فتح المعابر، إزالة القيود على دخول المواد والمعدات. إذا توفرت هذه الشروط، سنتمكن من تحقيق الأهداف خلال المدة المحددة.

هناك حديث عن دور للمهندس إبراهيم محلب في ملف إعادة الإعمار، ما صحة ذلك؟

المهندس إبراهيم محلب متواصل معي باستمرار، وهو صاحب خبرات هندسية محترمة، وعند بدء التنفيذ الفعلي للإعمار، نتطلع إلى التعاون معه في هذا الشأن.

 

ننتقل إلى ملف آخر، ما آخر مستجدات التحقيقات في انتخابات النقابة الأخيرة؟

نتابع هذا الملف بشكل مستمر، آخر مذكرة قدمناها كانت في 7 نوفمبر 2023، ونحن على تواصل دوري مع النيابة العامة بمعدل كل أسبوعين، لكن حتى الآن، الملف لا يزال قيد التحقيق، ونؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لأن ما حدث في الانتخابات كان إساءة للجميع، ولا يمكن أن تقبله الدولة المصرية، كما قلت سابقا لن نتنازل عن حق النقابة والمهندسين.

هل تشعر أن هناك تأخيرًا في حسم التحقيقات؟

بالتأكيد هناك تأخير، لكن النيابة العامة هي الجهة المختصة، ونحن نثق في حرصها على تحقيق العدالة.

ما موقف النقابة من انتماء بعض المهندسين للأحزاب السياسية؟

نحن نؤمن بأن المهندس مواطن من حقه ممارسة العمل السياسي في الأحزاب، لكن داخل النقابة الوضع مختلف، النقابة للعمل النقابي فقط، ولا نسمح بأي نشاط سياسي داخلها، ولذلك، نناشد الدولة المصرية بعدم تدخل الأحزاب في العمل النقابي، لأن ذلك يؤدي إلى إفساد النقابات وتعطيل دورها الأساسي، وأرجو أن يكون واضح للجميع إثارة النعرات السياسية لا تصلح داخل العمل النقابي، فالعمل النقابي بالغ الأهمية للوطن ولا يصح خلط الأوراق فيه.

هل تعرضت النقابة لضغوط سياسية من الأحزاب في الفترة الأخيرة؟

الجميع يعلم أن ما حدث في 30 مايو كان نتيجة تدخل سياسي وعمل حزبي واضح، لكن المهندسين أثبتوا أنهم يرفضون هذا التدخل، وكانت هذه لحظة تاريخية مهمة في العمل النقابي المصري.

هل هناك مقترح لتطوير قانون النقابة؟

بالفعل هناك قانون مقترح، خاصة أن قانون النقابة مضى عليه أكثر من 50 عام، وأصبح به الكثير من العوار ويحتاج إصلاحات وترميم، ولدينا مشروع مقدم إلى مجلس النواب منذ فترة، ونتمنى مناقشته في هذه الدورة البرلمانية.

البعض يقول أن طارق النبراوي نجح بالصدفة.. ما تعليقك؟

لا تعليق، أنا نجحت بأصوات المهندسين، والأصوات هي الفيصل، ومرحب بكل زميل ينجح في انتخابات، فمعنى أنه ذلك أنه حصل على أصوات زملائه الأعضاء فهو يستحقها ويجب أن يعمل لصالحهم، وهذا فخر لأي شخص صدفة أو مش صدفة واعتبر أن الموضوع لطيف ليس إلا.

هناك جدل حول رفض النقابة لاعتماد خريجي بعض الجامعات والمعاهد، ما سبب تمسكك بهذا القرار؟

لدينا ثلاث مشكلات رئيسية في مهنة الهندسة هي: تراجع جودة التعليم الهندسي، زيادة عدد الخريجين مما تسبب في بطالة واسعة، انخفاض مستوى بعض المهندسين الجدد، لذلك، اتخذنا قرارًا واضحًا بأن النقابة لن تسجل خريجي المعهد غير حاصل على اعتماد هيئة ضمان الجودة والاعتماد، هذا ليس قرارًا شخصيًا، بل تطبيق للقانون والدستور.

كيف ترى مستوى التعليم الهندسي في مصر حاليًا؟

التعليم الهندسي الحكومي في الجامعات الكبرى على مستوى عالمي، ومخرجاته متميزة جدًا، أما التعليم الخاص به مستويات متفاوتة، بعض الجامعات تقدم مستوى عالٍ، بينما البعض الآخر يحتاج إلى تطوير، والمعاهد الهندسية تحتاج إلى ضبط الجودة لضمان تأهيل خريجين بمستوى لائق.

كيف ترى دور المهندسين في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة؟

المهندس المصري هو العنصر الأساسي في تنفيذ هذه المشروعات، ونحن كنقابة نقدم رؤى وأفكارًا تساهم في تحسين جودة المشروعات القومية.

أحيانًا يتم الاستعانة بخبرات أجنبية في بعض المشاريع، كيف ترى ذلك؟

نحن لا نمانع الاستعانة بخبرات أجنبية في التخصصات النادرة، مثل الطاقة النووية، لكن في المشروعات العادية التي يمتلك المهندسون المصريون الكفاءة الكاملة لتنفيذها، فإن اللجوء إلى الأجانب غير مبرر.

ماذا عن علاقتك برئيس الوزراء المهندس د.مصطفى مدبولي؟

علاقة طيبة جدًا، فهو يقوم بجهود هائلة لصالح المهمة المكلف بها، وأرجو ألا أدخل في اطار التقييمات الشخصية، لأن العلاقة بيننا وبين مجلس الوزراء وأجهزة الدولة تعتمد على التعاون لصالح مهنة الهندسة ولصالح المهندسين.

لماذا يعتقد المهندسين أنهم فئة بمواصفات خاصة؟

المهندسين ليس لديهم غرور ولا يرون أنفسهم فئة فوق البشر الأخرين، ولكن طبيعة عمل المهندس طبيعة خاصة وتتطلب أن يتحمل المسؤولية ويكون صاحب قرار سريع وحاسم، وهذه مهارات وخبرات مكتسبة من الدراسة والعمل والممارسة.

في النهاية، هل لديك رسالة توجهها للمهندسين وللمجتمع؟

نقابة المهندسين ليست فقط جهة هندسية، بل هي كيان نقابي يسعى لتحسين الخدمات الاجتماعية والمهنية للمهندسين. رفعنا المعاش إلى 2000 جنيه، ونعمل على تحسين الرعاية الصحية، كما أننا مستمرون في حماية المهنة من التدهور من خلال ضبط جودة التعليم الهندسي.

وأخيرا أنا سعيد بهذا اللقاء، وأتمنى أن نرى مهنة الهندسة في مصر تستعيد مكانتها الريادية محليًا وعالميًا.

تم نسخ الرابط