عامان من الخداع.. صداقة تنتهي بجريمة بشعة في الريف الأوروبي

في واحدة من أبشع الجرائم التي كشفتها أجهزة الأمن بالجيزة، انتهت صداقة بين شريكين بجريمة قتل مروعة، دفنت تفاصيلها في مزرعة نائية بمنطقة الريف الأوروبي، وظلت طي الكتمان لعامين، إلى أن جاءت لحظة انكشاف السر.
صداقة تنتهي بجريمة حرق وطحن رفات في الريف الأوروبي
قبل عامين، قدم شاب عربي إلى مصر يحمل حلمًا بسيطًا، إنشاء مشروع محل ملابس مع صديقه المصري، الذي وثق به وشاركه الطموح والمال. كانت بدايتهم واعدة، والمحل بدأ يتحرك نحو النجاح، لكن خلف الستار كان الصديق يُخفي نواياه.
بحسب التحريات، لم يكن هدفه الشراكة، بل المال وحده، وبدلاً من المضي في المشروع، خطط للتخلص من شريكه العربي طمعًا في المال والانفراد بالمشروع. دعا الضحية إلى زيارة مزرعة بمنطقة الريف الأوروبي، بحجة التنزه، وهناك باغته بالضرب حتى أرداه قتيلًا.
لكن القتل لم يكن نهاية القصة، بل بداية لفصل أبشع، أضرم النار في الجثة، وطحن عظام الضحية بعد احتراقها، ودفن الرفات في بقعة منعزلة داخل المزرعة، معتقدًا أن سره سيموت معه.
ولإبعاد الشبهات، تواصل القاتل مع أسرة المجني عليه هاتفيًا، وأخبرهم أن قريبهم لا يريد التواصل معهم، مستغلًا معرفته بوجود خلافات سابقة داخل الأسرة، ليمنعهم من الشك والسؤال.
شخص يقتل صديقه العربي الجنسية ويحرق جثته ويضلل أسرته
عامان مرا، والصمت يلف القصة، لكن الحقيقة لا تموت، ومنذ أيام، حضر أحد أقارب الضحية إلى مصر بحثًا عنه، وبعد محاولات فاشلة في الوصول إليه، تقدّم ببلاغ رسمي إلى أجهزة الأمن بالجيزة، وهنا بدأت خيوط الجريمة تتكشف.
بقيادة اللواء محمد الشرقاوي، واللواء هاني شعراوي، بدأت فرق البحث بفحص العلاقات الأخيرة للضحية، حتى تم التوصل إلى صديقه المصري، الذي تواصل معه آخر مرة قبل اختفاء هاتفه.
وبجهود تقنية وتحقيقات موسعة، تم القبض على المتهم الذي حاول الإنكار، لكنه سرعان ما انهار أمام الأدلة، واعترف بجريمته كاملة: القتل، الحرق، طحن العظام، والدفن.
أرشد القاتل عن مكان دفن الرفات، وانتقلت قوة أمنية بقيادة العقيد محمد أبو القاسم إلى الموقع، حيث عُثر على بقايا المجني عليه.