«غريبة في المدينة».. الرحيل الصامت لسيدة أمريكية من أعلى فيلا التجمع

لم يكن صباح التجمع الخامس في ذلك اليوم يشبه الأيام العادية، لا هدير السيارات المعتاد، ولا وجوه الحراس المبتسمة في مداخل الكمبوند الفاخر، وحدها سيارة الإسعاف كانت تقف في صمت، وكأنها تعلم أن النهاية قد كُتبت قبل أن يبدأ أحدهم يومه.
سيدة أمريكية تلقي نفسها من أعلى فيلا التجمع
في إحدى الفيلات الهادئة، كانت تقيم "جين"، سيدة أمريكية في العقد الرابع من العمر، انتقلت إلى القاهرة منذ أشهر قليلة فقط، لم يعرفها الجيران جيدًا، ولم يروها كثيرًا.
كانت تمر بجوارهم خفيفة الظل، تحمل كتبًا في يد، وكوب قهوة في اليد الأخرى. قيل إنها جاءت بحثًا عن بداية جديدة، وبعضهم قال إنها كانت فنانة تهوى العزلة والهدوء.
لكن فجر ذلك اليوم، تغيّر كل شيء، قفزت "جين" من أعلى الفيلا التي كانت تقيم بها، وسقطت بصمت مدوٍ، لم تسمعه إلا الأرض التي احتضنت جسدها في لحظاته الأخيرة. هرع الأمن والإسعاف، ووصلت الشرطة سريعًا، لكن الوقت كان قد تأخر، ارتطام الجسد بالأرض لم يترك فرصة لنجاة، بل ترك أسئلة كثيرة لا تزال تبحث عن إجابة.
قوات الشرطة تجمع شهادات الجيران
جهات التحقيق انتقلت عاينت الجثمان وأمرت بالتشريح، بينما كانت سفارة بلدها تُخطر في صمت رسمي، وفي الخلفية، كانت قوات الشرطة تجمع شهادات الجيران، وتحاول فهم من كانت تلك السيدة، ولماذا قررت الرحيل بهذه الطريقة.
بعض السكان قالوا إنها كانت لطيفة لكنها “حزينة دائمًا”، آخرون ذكروا أنها كانت تقضي ساعات طويلة على الشرفة تحدق في الفراغ، كما لو كانت تبحث عن مخرج، أحد حراس الكمبوند قال إنه سمعها تبكي ليلًا أكثر من مرة.
اليوم، رحلت "جين"، وتركت وراءها فيلتها، وهدوء التجمع الخامس، وأسئلة لا أحد يعرف إن كانت الإجابة عنها ستُقال يومًا.
وفي نهاية التحقيقات قد تُغلق القضية، وقد يُكتب في السجلات أنها انتحرت. لكن بين السطور، تظل هناك قصة امرأة جاءت من بعيد، تحمل أحمالًا أثقل من حقيبة سفر، ولم تجد على ما يبدو من يسمعها أو يفهمها، ورحلت في صمت كما عاشت.