هل يقود الخلاف بين "الشرع" و"قسد" إلى فصل الأكراد عن سوريا؟ |خاص

قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني ، إن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لا تزال تمثل التحدي الأبرز أمام جهود الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، لتجاوز إرث الصراع وإعادة بناء الدولة السورية موحدة.
وأوضح عبد الله نعمة في تصريح خاص لموقع “نيوز رووم” أن المساعي الجارية حالياً تتركز على تشكيل جيش وطني موحد يضم مختلف التشكيلات العسكرية تحت مظلة الدولة، مشيراً إلى أن معظم هذه الفصائل أبدت استعدادها للاندماج ضمن وزارة الدفاع في الحكومة الجديدة، باستثناء قسد التي تصر على الاحتفاظ بكيانها العسكري المستقل، وترفض تفكيك تشكيلاتها والانضمام بشكل فردي، مطالبة بأن تبقى كتلة موحدة داخل الجيش الجديد.
وأشار نعمة إلى أن هذا الموقف من قسد يتعارض مع توجهات الرئيس أحمد الشرع، الذي يرفض الاعتراف بأي كيان عسكري خارج إطار الجيش السوري الموحد، مضيفًا أن الشرع شدد في أكثر من مناسبة على أن المفاوضات هي الخيار الأساسي لحل الخلاف مع قسد، حيث شهدت الفترة الماضية عدة لقاءات بين الطرفين، ولا تزال المفاوضات مطروحة كخيار رئيسي، ويتم التحضير لجولات جديدة منها بهدف الوصول إلى حل شامل ينهي أي بوادر لانقسامات مستقبلية.

عبد الله نعمة: مبدأ توحيد سوريا وعد وجود فصائل عسكرية خارج سلطة الدولة حجر أساس لدمشق الجديدة
وأكد نعمة أن مبدأ توحيد البلاد وعدم السماح بوجود فصائل عسكرية خارج سلطة الدولة يشكل حجر الأساس في سياسة دمشق الجديدة، مشدداً على أن القضية الكردية هي شأن سوري داخلي، ولا يجب التعويل على أي طرف خارجي لحلها.
ولفت المحلل السياسي إلى أن المسار الأفضل بالنسبة لدمشق في هذه المرحلة يتمثل في العمل على خطين متوازيين وهما التواصل المباشر مع قوات قسد، والتواصل مع زعماء وشيوخ العشائر الكردية، مشيرًا إلى أن الظرف الإقليمي والدولي قد يكون مواتياً حالياً للوصول إلى اتفاق بين الطرفين.

وأوضح أن كافة القوى الفاعلة في سوريا، بدءاً من الرئيس أحمد الشرع، مروراً بقسد، وانتهاءً باللاعبين الإقليميين كتركيا وإسرائيل ودول الخليج، جميعها تربطها علاقات متينة بالولايات المتحدة، مما يفتح الباب أمام دور أمريكي ضاغط على قسد وبقية اللاعبين لدفعهم نحو اتفاق شامل يضمن وحدة سوريا.
وختم الدكتور عبد الله نعمة بالقول إن واشنطن قد تدفع باتجاه حل سياسي شامل في سوريا، يتوج بسلام مع إسرائيل وتطبيع للعلاقات، مقابل تنازلات سورية كبيرة، أبرزها ما قد يتعلق بالجولان وجبل الشيخ، وذلك مقابل الحفاظ على وحدة الدولة السورية.