حرائق اللاذقية تخرج عن السيطرة.. سوريا تستغيث والعراق ينضم لجهود الإطفاء
تواجه محافظة اللاذقية السورية واحدة من أسوأ موجات الحرائق في تاريخها الحديث، مع استمرار النيران في التهام مساحات واسعة من الغابات منذ الثالث من يوليو الجاري، ما دفع دمشق للاستنجاد بدول الجوار والمجتمع الدولي.
وأكد الدفاع المدني السوري، اليوم الجمعة، أن فرق الإطفاء لا تزال تواصل عملياتها في عدد من المحاور شديدة الاشتعال، لا سيما جبل النسر قرب قسطل معاف، إلى جانب مناطق برج زاهي، العطيرة، وغابات الفرنلق في ريف اللاذقية الشمالي، بهدف السيطرة على النيران المشتعلة في غابات اللاذقية منذ 3 يوليو حتى هذه اللحظة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا".
وتشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فرقة إطفاء سورية مدعومة بـ300 آلية وعشرات المعدات اللوجستية والهندسية لتقسيم الغابات وفتح الطرق أمام الفرق الميدانية.
مشاركة دولية في إخماد حرائق سوريا
وأوضحت السلطات السورية أن التنسيق الإقليمي لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الجهود، حيث تشارك فرق برية من تركيا والأردن، إلى جانب 16 طائرة من سوريا ولبنان وتركيا والأردن في تنفيذ ضربات جوية لإخماد النيران.
مشاركة العراق في إخماد حرائق سوريا
وفي السياق ذاته، أعلنت مديرية الدفاع المدني العراقي استعدادها لإرسال 20 فرقة إطفاء تخصصية إلى سوريا، مؤكدة أن المشاركة تأتي بتوجيه من وزارة الداخلية العراقية، وبدوافع إنسانية لدعم "الأشقاء السوريين".
وقال اللواء حسن إبراهيم، مدير الدفاع المدني في بغداد إن التحرك العراقي يعكس التزام بلاده الأخلاقي والوطني تجاه سوريا، مؤكدًا العمل على الحد من الخسائر البشرية والمادية والبيئية قدر الإمكان.
فيما أوضح مدير إعلام الدفاع المدني العراقي، نؤاس صباح، أن الفرق في طور الاستعداد النهائي، متوقعًا تحركها إلى سوريا خلال الساعات المقبلة.
استمرار اندلاع الحرائق في سوريا
وتستمر الحرائق في التمدد على الرغم من الجهود المكثفة، فيما أكدت وزارة الطوارئ السورية أن الألغام ومخلفات الحرب المنتشرة في الغابات تعيق عمل فرق الإطفاء، بل وتتسبب أحيانًا بانفجارات تؤدي إلى اندلاع حرائق جديدة.
وكانت سوريا قد وجهت قبل أيام نداءً رسميًا إلى الاتحاد الأوروبي للمساعدة في مواجهة هذه الكارثة البيئية، وسط تصاعد المخاوف من امتداد النيران إلى مناطق سكنية وصعوبة السيطرة عليها في ظل درجات حرارة مرتفعة ورياح متقلبة.
