غرق شابين من الغربية في الساحل الشمالي أثناء الاحتفال بانتهاء الثانوية العامة

تحولت لحظات الفرح التي طال انتظارها إلى مأساة مؤلمة، بعدما لقي شابان من أبناء قرية كفر المنصورة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية مصرعهما غرقًا في مياه البحر بالساحل الشمالي، وذلك خلال رحلة ترفيهية نظماها للاحتفال بانتهاء مرحلة الثانوية العامة.
وفي التفاصيل، تحرك الشابان من قريتهما في الساعات الأولى من صباح أحد الأيام، بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة مباشرة، وتحديدًا في الواحدة بعد منتصف الليل، متوجهين إلى إحدى قرى الساحل الشمالي السياحية بمنطقة مارينا، بهدف قضاء يوم من الراحة والترفيه بعد أشهر من الضغط الدراسي والتوتر النفسي.
وصل الشابان إلى الشاطئ قبيل شروق الشمس، ونزلا إلى المياه سويًا دون أن يعلما أن البحر الذي كان شاهدًا على بداية احتفالهما، سيكون أيضًا شاهدًا على نهايتهما. وبحسب شهود عيان، تعرض الشابان لموجة مرتفعة فور نزولهما المياه، ولم يتمكنا من مقاومة التيار.
فرق الإنقاذ البحري التابعة للمنطقة تحركت على الفور، وتمكنت من انتشال جثمان أحد الشابين، والذي تبين لاحقًا أنه الابن الوحيد لأسرته، لا أشقاء له، وكان يمثل لهم كل شيء. وأكد الأهالي أن والديه أصيبا بصدمة عصبية فور تلقي نبأ الوفاة، حيث كانا ينتظران عودته حاملاً فرحة النجاح، لا ملفوفًا في كفن.
فيما لا تزال أعمال البحث جارية لليوم الثاني على التوالي عن الشاب الثاني، ويدعى "يوسف"، وسط حالة من القلق والحزن تخيم على أسرته، التي تعيش على أمل العثور عليه، سواء حيًا أو جثمانًا يُكرّم بالدفن. يوسف هو أحد ولدين في أسرته، ويُعد من الطلاب المعروفين بحُسن السيرة والاجتهاد، بحسب المقربين.
الواقعة أثارت حالة من الحزن العارم بين أبناء قرية كفر المنصورة، الذين شيعوا جثمان الشاب الأول في جنازة مهيبة، بينما تتواصل الدعوات لعودة يوسف، ولأسرته بالصبر والثبات.
وتناشد أسرة الشابين الجهات المعنية بتكثيف جهود البحث، مطالبة بعدم التراخي، خصوصًا في ظل تقلبات الطقس التي قد تعرقل رؤية فرق الإنقاذ، آملين أن تكتمل فصول المأساة بخاتمة تليق بإنسانية المفقود.