مسلحون يقتلون تسعة ركاب بعد اختطافهم جنوب غربي باكستان

قتل مسلحون تسعة ركاب بعد اختطافهم من عدة حافلات في إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان، بحسب ما أفاد به مسؤولون اليوم الجمعة.
تفاصيل الحادث
وذكر شاهد رند، المتحدث باسم حكومة بلوشستان، أن المسلحين اعترضوا طريق الحافلات مساء الخميس، وقاموا باختطاف عدد من الركاب. وتم لاحقاً العثور على جثث الضحايا مصابة بطلقات نارية في منطقة جبلية، بحسب ما أكده المسؤول المحلي نافيد علم، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن.
وتتكرر مثل هذه الحوادث في بلوشستان، الإقليم الغني بالموارد والذي يشهد اضطرابات أمنية متواصلة منذ سنوات، حيث تنشط جماعات انفصالية مسلحة من أقلية البلوش، تتهم الحكومة الباكستانية بنهب ثروات الإقليم لصالح إقليم البنجاب شرقي البلاد.
ومن أبرز هذه الجماعات، “جيش تحرير بلوشستان”، الذي يُعدّ الأكبر والأكثر تنظيماً بين الفصائل الانفصالية البلوشية. ويُعتقد أن مقر قيادته يوجد في أفغانستان، وأنه يقود عمليات مسلحة تستهدف القوات الباكستانية والبنية التحتية في بلوشستان.
جيش تحرير بلوشستان
وكانت الجماعات الانفصالية قد بدأت بالظهور بشكل منظم مطلع الألفية الجديدة، حين توحد “جيش بلوشستان الجمهوري” (BRA) و”جيش بلوشستان المتحد” (UBA)، لتشكيل ما يُعرف اليوم بـ”جيش تحرير بلوشستان”. إلا أن هذه الجماعات لم تخلُ من الخلافات الداخلية، لا سيما بعد مقتل الزعيم البلوشي البارز نواب أكبر بوغتي.
وفي عام 2018، شهد “جيش بلوشستان الجمهوري” انقساماً كبيراً بعد إلغاء عضوية القيادي جُلزار إمام، المعروف بلقب “شامباي”، ما أدى إلى انشقاقه وتشكيل فصيل جديد ضم أغلب المقاتلين تحت قيادته. وفي عام 2021، حدث انشقاق مماثل في “جيش بلوشستان المتحد”، بعدما رفض مهران المري الانضمام لتحالف من الحركات القومية البلوشية، ما دفع القائد مُريد بلوش إلى تشكيل فصيل مستقل. لاحقاً، اندمج هذا الفصيل مع مجموعة جُلزار إمام تحت اسم “جيش بلوشستان الوطني”.
هذا التحالف الجديد يسعى لتوحيد الحركات القومية البلوشية المسلحة تحت راية واحدة في مواجهة الجيش الباكستاني. كما يُعدّ “جيش بلوشستان الجمهوري” جزءاً من تحالف أوسع أُطلق عليه اسم “بلوش راجي آجوي سانغار”، الذي تأسس عام 2018، ويضم فصائل انفصالية مثل “جبهة تحرير بلوشستان” (BLF)، و”الحرس الجمهوري البلوشي” (BRG)، إلى جانب “جيش السندوديش الثوري” (SRA) من إقليم السند المجاور.
وقد فقد التحالف قائده، أسلم بلوش، بعد شهر فقط من تأسيسه، في تفجير أسفر عن مقتله.
ويُعدّ تصاعد وتيرة العنف في بلوشستان مؤشراً على عمق الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالإقليم، وسط إخفاقات متكررة من الحكومة الباكستانية في احتواء التمرد والانقسامات القومية المتجذّرة.