خبير اقتصادي: صناعة السيارات في مصر تشهد تحولًا استراتيجيًا
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة، أن تقييم أداء سوق السيارات في مصر خلال عامي 2022 و2023 لا يمكن أن يعكس الصورة الكاملة للقطاع، نظرًا للتحديات الاقتصادية العالمية والتقلبات الحادة التي أثرت على حركة التجارة وسلاسل الإمداد.
صناعة السيارات تُعد من أهم الصناعات
وأضاف “العمدة “، خلال مداخلة عبر زوم، ببرنامج ”الخلاصة” المذاع عبر قناة “المحور”، أن صناعة السيارات تُعد من أهم الصناعات القادرة على قيادة التنمية الاقتصادية، مستشهدًا بتجارب ناجحة في دول إفريقية مثل جنوب إفريقيا، التي تنتج محليًا ما يقرب من 650 ألف سيارة سنويًا، والمغرب التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى نحو 530 ألف سيارة، وتقوم بتصدير أكثر من 60% من إنتاجها إلى الأسواق الأوروبية.
مصر كانت من الدول الرائدة في صناعة السيارات
وأوضح العمدة أن مصر كانت من الدول الرائدة في صناعة السيارات في ستينيات القرن الماضي، لكنها تأخرت كثيرًا في تطوير هذا القطاع، مشيرًا إلى أهمية التحول من صناعة تجميعية إلى صناعة ذات قيمة مضافة ومكون محلي مرتفع، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية، من خلال برنامج تحفيز صناعة السيارات الذي أعلنه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تسعى إلى إرساء قاعدة صناعية متكاملة، تدفع الشركات المنتجة لزيادة نسب المكون المحلي، ما يجعل الصناعة أكثر استدامة وقدرة على المنافسة.
19 مصعنًا يدفعون عجلة الإنتاج
ولفت العمدة إلى أن عدد الشركات التي بدأت في تجميع السيارات محليًا بلغ نحو 19 شركة، تشمل علامات أوروبية وصينية، وهو ما انعكس على تراجع واردات السيارات تامة الصنع خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام 2025، بعد أن شهدت ارتفاعًا في السنوات السابقة.
تابع أن واردات مصر من السيارات تامة الصنع بلغت نحو 2.1 مليار دولار في 2023، ثم ارتفعت إلى 2.65 مليار دولار في 2024، قبل أن تنخفض خلال الربع الأول من 2025، نتيجة الاتجاه المتزايد نحو التجميع المحلي والإنتاج الداخلي، وأن المكون المحلي يجب أن يستمر في الارتفاع تدريجيًا لضمان نجاح تجربة التصنيع في مصر، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويوفر فرص العمل ويعزز من قدرة مصر على التصدير مستقبلاً.
