عاجل

الصندل الشعبي على باب الطوارئ.. عم خالد زعزوعة يحافظ على مهنته في الغربية

صورة الرجل الخمسينى
صورة الرجل الخمسينى المكافح

على باب قسم الطوارئ بمستشفى طنطا الجامعي، يقف رجل خمسيني بملامح تعبّر عن سنوات من الكفاح، عارضًا بضاعته البسيطة على طاولة خشبية صغيرة. الصندل البلاستيكي الذي يعرضه لا يتجاوز سعره العشرين جنيهًا، ليكون بحسب قوله “أرخص صندل في الغربية”، لكن خلف هذا السعر البسيط، قصة طويلة من التحديات والإصرار.

عم خالد زعزوعة، البالغ من العمر 51 عامًا، قال:“ أنا بصنع الصندل من سن 3 شهور لحد 3 سنين، دي شغلانتي اللي بحبها، مع إن المقاسات الكبيرة أسهل في الشغل، لكن الحاجات الصغيرة ليها معزة خاصة عندي”.

وأضاف:“ أنا شغال في المهنة دي من وأنا عندي 15 سنة، رغم إن والدي زعل مني بسببها، لأنه كان أول رئيس في الغربية أيام البشوات والبهوات، وكان شايف إن الشغلانة دي ما تليقش بيا، لكن دي الحاجة اللي بحبها ومش هسيبها”.

كانت حياة عم خالد تسير في استقرار نسبي، يمتلك ورشة ويشغل بها صناعًا، ويصنع الصنادل ويبيعها للجمهور. لكن سرعان ما تغير الحال، كما يروي: “لما أمي توفت، ربنا يرحمها، كل حاجة اتشقلبت، الورشة اتقفلت، والبيت كله اتباع، لكن الحمد لله موقفتش، نقلت الشغل لشقة إيجار أنا ساكن فيها، وفضلت أشتغل من البيت”.

السعر 20 جنيه عشان الكل يقدر يشتري

ويتابع:“ أنا باشتغل بإيدي، وأحب الشغل ده، وعاوز أفرّح الناس، بخلي السعر 20 جنيه عشان الكل يقدر يشتري، وأغلى صندل عندي بـ30 جنيه، وده علشان اللي عاوز خامة تقيلة أو شكل مختلف”.

وعن جهده في التصنيع، قال عم خالد: “100 جوز بياخدوا مني يومين شغل، كله تقطيع وخياطة ولزق وتغليف، بس لما بشوف أم جايبة لابنها حاجة بسيطة تفرح بيها، بحس إني عملت حاجة كويسة”.

ورغم بساطة أدواته ومكان عرضه المتواضع، إلا أن عم خالد يُصر على الحفاظ على جودة شغله، ويؤمن بأن الرزق بيد الله، قائلاً: “أنا بصحى الصبح، أقول يا رب، وأنزل على باب المستشفى، واللي ربنا يبعته مرحب بيه”.

عم خالد، الذي اختار أن يواصل طريقه رغم كل العثرات، يمثل نموذجًا حيًا لرجال لا تنكسرهم المحن، ولا توقفهم الخسائر. فالصندل الذي يبيعه ربما لا تتجاوز قيمته المادية بضع جنيهات، لكنه يحمل في تفاصيله قصة كفاح تستحق أن تُروى.

تم نسخ الرابط