خبير سياسي: تصريحات نتنياهو بشأن إيران مناورة إعلامية والهدف إسقاط نظام طهران

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تأييده لقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب برفع العقوبات عن إيران، في حال توقيع اتفاق شامل لوقف الأنشطة النووية والصاروخية، ليست إلا مناورة إعلامية محسوبة بعناية.
وأوضح سلامة في تصريحات خاصة لنيوز رووم أن "إسرائيل ترى في إيران تهديدًا وجوديًا استراتيجيًا لا يقتصر فقط على البرنامج النووي، بل يشمل أيضًا نظام التسلح، وتطور الصناعات العسكرية، والأهم من ذلك طبيعة النظام السياسي الحاكم في طهران".
الهدف الحقيقي: إسقاط النظام الإيراني وليس فقط تجميد أنشطته النووية
وأشار الدكتور سلامة إلى أن الحديث الإسرائيلي المتكرر حول عدم رغبتها في تغيير النظام الإيراني "مجرد خطاب للاستهلاك الإعلامي"، مضيفًا أن الهدف الحقيقي لتل أبيب هو إسقاط النظام الحاكم نفسه، باعتباره الجذر الرئيسي للتهديد الذي تواجهه إسرائيل في نظرها.
وقال: "إسرائيل بارعة في توظيف الإعلام لخدمة أهدافها الاستراتيجية. ما يبدو كتنازل أو انفتاح دبلوماسي، قد يخفي في حقيقته خطة تصعيدية قيد التنفيذ. نتنياهو يتقن اللعب على هذه المساحة الرمادية بين التهدئة والتصعيد".
ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران؟ السيناريو وارد بقوة
وحول احتمالية تنفيذ هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، اعتبر الدكتور سلامة أن الأمر وارد تمامًا في ظل غياب أي رادع حقيقي. وقال: "الواقع يُحتم علينا أن نضع كل السيناريوهات على الطاولة. ما حدث في مرات سابقة يمكن أن يتكرر، لا سيما أن إسرائيل تسعى دائمًا لتأكيد قدرتها على الوصول إلى أي مكان في المنطقة، بما فيها إيران".
وأكد أن "المسألة تتجاوز إيران نفسها؛ فهي أيضًا رسالة إقليمية مفادها أن يد إسرائيل طويلة، ولا تخضع لقيود".
إسرائيل تعيد رسم خريطة المنطقة.. والتصعيد هو العنوان الأبرز
وحذّر سلامة من أن التصعيد في الإقليم سيبقى العنوان الأبرز في المرحلة القادمة، قائلًا: "إسرائيل لديها جدول سياسي وأمني واضح لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، كما جاء في تصريحات نتنياهو نفسها. وبالتالي فإن الحديث عن التهدئة لا يزال بعيدًا عن الواقع، مقارنة بواقع العنف والتصعيد الذي تفرضه السياسات الإسرائيلية".