"لم يكن مسرعًا".. سائق شاحنة يكذب رواية الشرطة في حادثة وفاة جوتا

دحض سائق شاحنة كان شاهدًا مباشرًا على احتراق سيارة لامبورجيني التي كانت تقل نجم ليفربول البرتغالي دييجو جوتا وشقيقه، تقرير الشرطة الإسبانية الذي زعم أن اللاعب كان يقود السيارة بسرعة مفرطة قبل الحادث الذي أودى بحياتهما، تأتي هذه الشهادة لتضيف بعدًا جديدًا للبحث عن حقيقة ما حدث في تلك الليلة المشؤومة.
التحليل الجنائي الأولي للحادث كشف عن انفجار إطار سيارة جوتا الأمامي، وهو ما يحاول المحققون فك لغزه الآن، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما إذا كانت السرعة الزائدة هي السبب وراء هذا الانفجار، أم أن هناك عوامل أخرى خفية لم يتم الكشف عنها بعد.
تتوازى هذه التساؤلات مع شهادة مثيرة من سيدة تبلغ من العمر ستين عامًا، نشرت مقطع فيديو زعمت فيه أنها كادت تفقد حياتها في نفس الموقع "الخطير جدًا" على الطريق السريع قبل ساعات قليلة من حادث جوتا.
وأكدت أن سيارتها خرجت عن السيطرة، ولم تتمكن من الخروج منها إلا بمساعدة رجال الإطفاء الذين نقلوها إلى المستشفى، مما يشير إلى وجود مشكلة هيكلية في الطريق نفسه.
وقدم خوزيه أزفيديو، السائق الإسباني، شهادته المؤثرة عبر فيديو سجلته كاميرا شاحنته للحادث الذي وقع في تمام الساعة 12:35 بعد منتصف ليل الخميس الماضي.
وصف أزفيديو ما حدث بتفصيل، قائلًا: "لقد صورته وتوقفت وحاولت المساعدة، لكن للأسف لم يكن باليد حيلة، أعرف ما مررت به في تلك الليلة، لكنني لم أعلم من كان في داخل السيارة".
وعبر عن أعمق تعازيه لعائلة جوتا والعالم أجمع، مؤكدًا بحزم: "أقول للعائلة وللعالم أجمع إن جوتا لم يكن يقود السيارة بسرعة كبيرة، تمكنت من رؤية السيارة ونوعها ولونها، فأنا أقود شاحنتي على هذا الطريق يوميًا وأعرفه جيدًا، إنه طريق مظلم".

طريق الموت يبتلع جوتا
لم يقتصر الحديث عن خطورة الطريق على شهود العيان، فبعد مصرع جوتا وشقيقه، وصف ممثل بلدية زامورا الإسبانية، حيث وقع الحادث، الطريق A-52 بأنه "خطير جدًا"، ومنذ عام 2023، شهد هذا الطريق 19 حادث سير، بمعدل 1.5 وفاة في كل حادثة، وهو رقم مفزع يعكس حجم المشكلة.
بالإضافة إلى ذلك، الطريق معروف بوجود عدد كبير من الحفر، حيث وصل عدد شكاوى المواطنين من هذه الحفر إلى وزارة النقل الإسبانية إلى 40 شكوى في شهر واحد خلال عام 2024، مما يشير إلى إهمال صيانة البنية التحتية.
يُعرف إقليم زامورا بغاباته وجباله الوعرة، ويمر الطريق السريع عبر منعطفات خطيرة وتحت إنارة محدودة، مما يزيد من صعوبة القيادة ليلاً. ورغم أن الطريق شهد مخالفات كبيرة من السائقين (15 ألف مخالفة سرعة في عام 2020)، إلا أنه يبقى طريقًا مهمًا وحيويًا للانتقال من شمال البرتغال إلى ميناء سانتاندير وميناء بلباو، مما يجعله شريانًا رئيسيًا لا يمكن الاستغناء عنه.
ويبقى السؤال معلقًا: هل كان انفجار الإطار نتيجة لعيوب في الطريق، أم لسوء حظ؟ وهل ستغير هذه الشهادات مسار التحقيقات للكشف عن الحقيقة الكاملة وراء وفاة نجم كرة القدم وشقيقه؟