عاجل

رحيل ميسي ونيمار ومبابي.. حين تُزهر الأندية بدون الأسماء اللامعة

ميسي ونيمار ومبابي
ميسي ونيمار ومبابي في باريس سان جيرمان

لطالما ارتبطت النجاحات الكبرى في كرة القدم بأسماء النجوم اللامعين، وتحوّلت بعض الأندية إلى ما يشبه المسارح التي يُسلَّط فيها الضوء على فرد واحد، يختزل الجماعية في مهارته، ويصادر العمل الجماعي بتوهجه. 

 

لكن ما فعله باريس سان جيرمان هذا الموسم، يُعد انقلابًا على هذه الفكرة المستهلكة، وإثباتًا جريئًا أن المجد يُصنع أحيانًا حين تتخلص الفرق من "الثقل الإعلامي" وتتفرغ لكرة القدم الحقيقية.

باريس سان جيرمان بعد رحيل الثلاثي

فبعد رحيل ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا وكيليان مبابي، اعتقد كثيرون أن مشروع باريس سينهار، وأن "المال القطري" خسر رهانه الكبير. لكن ما حدث كان عكس التوقعات تمامًا، إذ شهد الفريق الفرنسي أزهى مواسمه الأوروبية والعالمية، وتُوّج أخيرًا بلقب دوري أبطال أوروبا 2025، ثم واصل زحفه نحو نهائي كأس العالم للأندية بنسخته الموسعة بعد فوز تاريخي برباعية على ريال مدريد.

 

المفارقة أن الثلاثي الذي كان يُنظر إليه كقمة مشروع "الأسماء" في باريس، لم يحققوا مع الفريق ما حققه "الجيل الجماعي" الجديد، بقيادة مدرب واقعي، ولاعبين يعملون كمنظومة متكاملة دون نرجسية أو تفوق زائف للنجومية على الأداء، لم يعد هناك من يخطف الكاميرات على حساب المجموعة، بل أصبحت النتائج تتحدث، وليس أسماء على القمصان.

في نهائي دوري الأبطال، ظهر باريس بصورة ناضجة، لا تعتمد على مراوغة فردية أو لمسة عبقرية، بل على تمركز تكتيكي مثالي، وانتقالات سريعة بالكرة، واستحواذ مدروس. أما في نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام ريال مدريد، فقدّم الفريق عرضًا كاسحًا، وأسقط النادي الملكي برباعية نظيفة، هي الأثقل في تاريخ مواجهاتهما، لتصبح شهادة الميلاد الجديدة للنادي الباريسي في عالم "الكبار بحق".

إن تجربة باريس سان جيرمان تعيدنا إلى جوهر اللعبة: كرة القدم تُبنى على التخطيط، التناغم، والذكاء التكتيكي، لا على عدد المتابعين على إنستغرام. ومثلما أثبت ليفربول أنه لا يحتاج إلى كريستيانو، وأكد مانشستر سيتي أنه لا ينتظر نيمار، فإن باريس يثبت اليوم أن الرحيل أحيانًا هو بداية النجاح، لا نهايته.

هكذا، تحوّل النادي الذي طالما سُخر منه بسبب "فريق النجوم غير المتوّج" إلى بطل أوروبي وعالمي، بمجرد أن تخلص من نجومه الثلاثة. وها هو يُزهر — ليس بالأسماء اللامعة، بل بالعرق، والانضباط، وصدق العمل.

تم نسخ الرابط