الإدمان الصامت.. مخاطر السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية على المراهقين

كشفت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، عن مفهوم "الإدمان الصامت"، موضحة أن هذا المصطلح يشير إلى الإدمان الناتج عن الاستخدام المفرط للإنترنت، منصات السوشيال ميديا، أو الألعاب الإلكترونية.
سمات "الإدمان الصامت"
وفي مداخلة لها ببرنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، اليوم الخميس، أشارت حمودة إلى أن سمات "الإدمان الصامت" تشبه إلى حد كبير سمات تعاطي المواد المخدرة، حيث يصبح الشخص منشغلًا بشكل دائم بالأجهزة الإلكترونية، سواء كانت الإنترنت أو الألعاب.
وتابعت قائلة: "الإدمان الصامت يشهد تزايدًا ملحوظًا، ويظهر من خلال أعراض انسحاب شديدة، مثل الصراخ عند محاولة سحب الهاتف من الأطفال، كما لو أن أجسامهم أصبحت معتمدة بالفعل على هذه الأجهزة". وأكدت أن هذا الإدمان يؤدي إلى ترك الهوايات والأنشطة الأخرى التي كان الأطفال أو المراهقون يحبونها.
وأضافت حمودة أن هذا النوع من الإدمان يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل الأطفال، حتى إلى درجة تأثيره على تحصيلهم الدراسي، لدرجة أنهم قد يتغيبون عن الامتحانات من أجل قضاء المزيد من الوقت في الألعاب الإلكترونية.
وأوضحت أن التغيرات التي تطرأ على المراهقين نتيجة لهذا الإدمان تؤثر على نمو المخ، كما تؤدي إلى اضطرابات في النوم، وزيادة مستويات القلق والتوتر، فضلاً عن تراجع القدرة على التحكم في السلوكيات والتصرفات العدوانية.
مخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت
وفي سياق متصل، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إلا أن الاستخدام المفرط له أصبح يشكل خطرًا متزايدًا على الأفراد، خاصة في ظل توافر منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية التي تجذب المستخدمين لساعات طويلة. يعرّف الاستخدام المفرط للإنترنت بأنه التفاعل المبالغ فيه مع الإنترنت إلى درجة أنه يؤثر على الأداء الاجتماعي، الأكاديمي أو المهني للفرد، بالإضافة إلى التسبب في مشكلات نفسية وسلوكية.
أحد أبرز الأعراض المرتبطة بالاستخدام المفرط هو الشعور بالقلق أو التوتر عند غياب الإنترنت أو صعوبة الوصول إليه. كما قد يُظهر الفرد سلوكيات انعزالية، حيث يعزل نفسه عن العالم الخارجي، ويقلل من الأنشطة الأخرى التي كانت تهمه سابقًا. في بعض الحالات، قد يؤثر هذا الاستخدام المفرط على جودة النوم، حيث يستمر الأشخاص في التصفح لساعات متأخرة من الليل مما يؤدي إلى قلة النوم والشعور بالإرهاق طوال اليوم.
من الناحية النفسية، قد يُعتبر هذا النوع من الاستخدام نوعًا من الإدمان، حيث يشعر الشخص برغبة شديدة في البقاء متصلًا دائمًا. من هنا، يجب توعية الأفراد حول كيفية تنظيم وقتهم وتحديد أولوياتهم، مع تشجيع استخدام الإنترنت بطرق مفيدة وصحية لتحقيق توازن حياتي أفضل.