عاجل

خبير سياسي: تسريبات ترامب تهديدات انتخابية للاستهلاك الداخلي وليست استراتيجية

الرئيس ترامب
الرئيس ترامب

في تعليق خاص على التسريبات الأخيرة التي بثتها شبكة CNN بشأن تهديدات وجهها الرئيس الأميركي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات المقبلة، دونالد ترامب، لكل من روسيا والصين، اعتبر أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وخبير الشؤونالأمريكية، أن هذه التصريحات تأتي في سياق "حرب انتخابية" تستهدف حشد التأييد الداخلي، أكثر من كونها تمثل سياسة خارجية حقيقية.
 

تصعيد انتخابي وليس موقفا استراتيجيا

وأوضح العناني في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن ما جاء في التسريبات من تهديد مباشر لموسكو وبكين قبل الانتخابات الأميركية يعكس سعي ترامب لإرضاء بعض التيارات القومية داخل الحزب الجمهوري، خصوصًا تلك التي ترى في الصين وروسيا تهديدًا للمكانة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية.

وأضاف: "هذه التصريحات تأتي في إطار استخدام ترامب لأسلوب التصعيد اللفظي أو ما يعرف بسياسة حافة الهاوية، دون وجود نية حقيقية للانخراط في صراعات عسكرية أو أزمات كبرى".

نوبل للسلام.. وسلاح التصعيد ضد الخصوم

وأشار خبير الشؤون الأمريكية إلى أن هذه التصريحات تزامنت مع ما أُعلن عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، الأمر الذي أثار ردود فعل داخل المؤسسات الأميركية، لا سيما من جانب الديمقراطيين وبعض المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، الذين باتوا الآن من أشد منتقديه، ومنهم شخصيات كانت على صلة بأكبر شركات التكنولوجيا أو الأجهزة الأمنية.

 

الملف الروسي–الأوكراني.. والتصعيد الموجه

ويرى العناني أن تهديد ترامب لروسيا ربما يستهدف الضغط بشأن الملف الأوكراني، وهو ملف لم يُحسم بعد في الساحة الدولية، بينما تهديد الصين يُستخدم ضمن حملة أوسع للضغط في المسائل التجارية والتكنولوجية المرتبطة بصعود الصين شرقًا، وتنامي نفوذها في البحر المتوسط وشمال إفريقيا.

 

رجل برج الميزان الذي لا يخوض معارك للنهاية

ووصف الخبير السياسي ترامب بأنه "رجل برج الميزان" سياسيًا، لا يخوض المعارك حتى نهايتها، بل يلوّح بالتصعيد من أجل تحقيق مكاسب ثم يعود للترغيب والمساومة، سواء مع الدول الكبرى أو في علاقاته بالشرق الأوسط، وحتى مع الحليف الإسرائيلي.

 

خاتمة: حملة انتخابية بلغة دولية

واختتم العناني تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري الآن ليس إلا جزءًا من حملة انتخابية ذات طابع خارجي، وأن ترامب يُدرك جيدًا تأثير اللغة التي يستخدمها على الرأي العام، لكنه لا يرغب في الدخول في مواجهة حقيقية مع روسيا أو الصين. "التصريحات أداة ضغط وتخويف، لكنها لا تعبّر عن استراتيجية راسخة في السياسة الخارجية الأميركية".

تم نسخ الرابط