عاجل

عمرو فاروق: الإخوان يعملون على إعادة ترتيب الصفوف تجهيزا لما بعد 2030 | فيديو

عمرو فاروق
عمرو فاروق

قال الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، إن جماعة الإخوان تعمل حاليًا على إعادة تموضعها الاستراتيجي، تمهيدًا لما تُطلق عليه داخليًا "مرحلة ما بعد النظام الحالي"، في إشارة إلى ما بعد عام 2030. 

 

وأوضح أن الجماعة لا تتحرك بشكل عشوائي، بل وفق أدبيات فكرية ثابتة مثل "فقه التمكين" و"فقه الاستضعاف"، وهما مفهومان يستندان إلى قراءة تاريخية لمسار الدعوة الإسلامية من المرحلة المكية إلى المدنية، وتُوظفهما الجماعة في تحديد استراتيجيات العمل الدعوي والسياسي خلال فترات الضعف والقوة.

التنظيم المحلي مقابل التنظيم الدولي

أشار فاروق خلال لقائه ببرنامج "آخر النهار" مع الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر، عبر قناة "النهار"، إلى وجود اختلافات جوهرية بين التنظيم المحلي للإخوان داخل مصر، والتنظيم الدولي، موضحًا أن سقوط الجماعة في مصر بعد عام 2013 أثر بشكل مباشر في نشاط وفعالية التنظيم الدولي.

وأضاف أن مشروع الإخوان لا يرتبط بأشخاص، وإنما يقوم على أيديولوجيا ممتدة تتجاوز الحدود الوطنية، يجري توظيفها إقليميًا ودوليًا لخدمة مصالح سياسية عبر الضغط على الدولة المصرية والعديد من أنظمة الحكم في المنطقة العربية، باستخدام أدوات سياسية وإعلامية متعددة.

"فقه المظلومية" كأداة لاختراق المشهد العام

أوضح فاروق أن الجماعة لا تسعى حاليًا للعودة بشكل مباشر إلى المشهد السياسي، لأنها تُدرك أن الظهور المفاجئ قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لكنها تعمل بشكل غير مباشر على خلق بيئة داعمة لعودتها المحتملة. ومن أبرز أدواتها في هذا الإطار هو ترسيخ مفهوم "المظلومية"، عبر تقديم نفسها كضحية لأنظمة قمعية، وهي رواية تُسوَّق بكثافة في الإعلام الغربي.

وأكد أن الجماعة تستخدم أدوات إعلامية متطورة، تعتمد على دراسات واستراتيجيات صادرة عن مراكز بحثية دولية متخصصة في تشكيل الرأي العام، وصناعة الصورة الذهنية، بما يُسهم في التأثير على المؤسسات وصناع القرار، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة.

اختراق المؤسسات التعليمية ضمن المخطط

كشف الباحث عن أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يمتلك خبرة كبيرة في اختراق المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية، مشيرًا إلى دراسة صادرة عام 2002 من أحد "بيوت الخبرة" الدولية، تناولت آليات اختراق الجماعة للنظام التعليمي في مصر، من خلال زرع كوادرها فكريًا وتنظيميًا.

وأشار إلى أن هذه الخطط لم تكن عشوائية، بل نُفذت ضمن مشروع ممنهج طويل الأمد يستهدف إعادة تشكيل الوعي المجتمعي بما يتوافق مع الفكر الإخواني، مؤكدًا أن الجماعة لا تزال تستفيد من دعم خارجي سياسي وفني يتيح لها التحرك في الخفاء، رغم التضييق الأمني.

مواجهة فكرية لا أمنية فقط

واختتم فاروق حديثه بالتأكيد على أن التعامل مع جماعة الإخوان يجب ألا يقتصر على المواجهة الأمنية فقط، بل لا بد من مواجهة شاملة تشمل تفكيك البنية الفكرية للجماعة، وكشف خططها الإعلامية، وفضح علاقتها بمراكز الضغط والدعم الدولي، وذلك لحماية الأمن القومي المصري ومواجهة التهديدات الناعمة التي تتسلل عبر التعليم والإعلام والفضاء الرقمي.

تم نسخ الرابط