قتلوها مرتين .. قصة فتاة أهملتها أسرتها وذبحوها باسم الشرف

تحولت حياتها داخل المنزل إلى جحيم، بسبب زوجة الأب التى ضيقت عليها حياتها، على الرغم من وجود والدتها ولأنها فى مجتمع ريفى فهى كفتاة لا ينبغى لها ان تعترض، وفقدت الفتاة ذات الـ17 ربيعا الدفئ داخل المنزل، فأخذت تبحث عنه خارج إطار الأسرة بعدما تعددت الخلافات بين و الدتها وزوجة أبيها، و إنشغل الأب عنها و ما بين إنشغال الأم و زوجة الأب بخلافاتهما إرتبطت الفتاة بشاب ولصغر سنها وجدت فيه المخلص من الحياة التى باتت مليئة بالمشاكل فقدت خلالها دفئ الأسرة، وحلمت ان تجدها بصحبة من تعلق قلبها به، إلا أن ظروفه المادية حالت أن يتقدم لها بشكل رسمى فقررت الهرب لتتزوج منه عرفيا بمكان عمله بمدينة الغردقة، وهنا إستفاقت الأسرة على الصدمة التى أنستهم خلافاتهم المستمرة و تجمعوا على رأى واحد للمرة الأولى، و هو الإنتقام من تلك الفتاة التى كانوا سببا فيما آلت إليه دون أن يشعروا.
الأسرة إستفاقت على هروب إبنتهم
إستفاقت الأسرة من غفوتها وخلافاتها المستمرة بين الأم و زوجة الأب الذى كان منشغلا بينهما، على هرب إبنتهما من المنزل وهو ما إعتبروه عارا سيظل يلاحقهم وسط القرية التى يقيمون بها بمركز أبو النمرس، وبعد عمليات بحث إستمرت فترة إكتشفوا أنها إرتبطت بعلاقة عاطفية بشاب و تزوجت منه عرفيا و ذهبت للإقامة معه بمدينة الغردقة، حيث يعمل و فشلوا فى تبرير غيابها للجيران و الأقارب و للمرة الأولى إجتمعت الأسرة على رأى واحد و هو الإنتقام لشرفهم الذى لوثته الفتاة من وجهة نظرهم دون ان يراجعوا أنفسهم و أنهم قد يكونوا سببا فيما وصلت إليه تلك الفتاة، و وضع الاب و الأم خطة لإستعادة إبنتهم لا لأنهم شعروا بذنبهم فى حقها ولا لإعادتها لأحضانهم و لكن للإنتقام منها.
حددوا مكان هروبها
و تمكنوا من معرفة مكان إقامتها بمدينة الغردقة، و توجه الأب و الأم إليها لتفاجأ الفتاة بأنهما يطرقان باب الشقة التى تقيم بها و بكلمات معسولة بددا الرعب الذى سكن قلبها بمجرد رؤيتهما خوفا من العقاب الذى ينتظرها و إحتضنتها أمها وهى تنظر لزوجها بأن الخطة نجحت وتمكنا بالفعل من إقناعها بالعودة معها إلى المنزل فهى إبنتهما التى لن يتخليا عنها أبدا و أنهم سيغفرا لها خطأها، وبالفعل إقتنعت الفتاة و عادة بصحبتهما و طوال الطريق يبعثان لها برسائل الطمئنينة حتى لا تهرب منهما أو تثير أى مشكلة لهما، و ما ان وصلت الفتاة إلى المنزل حتى فوجئت بأن شقيقها وزوجة أبيها وإبن عمتها بإنتظارها و أغلق باب المنزل و تحولت كلمات الطمأنينة إلى تهديد ووعيد لم يستمر كثيرا فقد كان كل شيئ معد للإنتقام و يمهلوا الفتاة حتى للإستغاثة فقد إصطحبها شقيقها ووالدها إلى بدروم أسفل المنزل وكأنهما أخذا الأضحية لذبحها، وما أن نزلا حتى أجهز عليها شقيقها ضربا وبالسكين المعد سلفا ذبحها بالإشتراك مع أبيه وإبن عمته بينما كانت أمها و زوجة أبيها يشاهدان الموقف بنشوة و كأنهما يحتفلان بالذبيحة فى يوم العيد فى مشهد دموى لم يشعر أى من منفذيه بلحظة ندم أو وخذة ضمير تجاة إبنتهم الذين أخطأوا فى حقها قبل أن ترتكب خطيئتها.
وحشية الإنتقام
وكانت الوحشية التى أرتكبت بها الجريمة تؤكد أن القلوب قد ماتت، فقد فصلوا رأس الفتاة عن جسدها الذى قاموا بوضعه داخل جوال والرأس فى جوال آخر، وكأنها رأس ماشية نفقت لديهم وفى جنح الليل، وبينما أهل القرية نيام حملوا الجثة إلى منطقة نائية وسط الزراعات، وألقوها بينما قاموا بإلالقاء الرأس بمصرف فى القرية حتى تتوه معالم الجريمة و عادوا إلى منزلهم يحتفلون بما حققوه من نصر دون أن يحاسب أحدهم نفسه عما وصلت إليه إبنتهم، و من السبب فى ذلك و هو ما أكدوه فى أقوالهم أمام جهات التحقيق بأنه لو عاد بهم الزمن فسوف يكون قتلها هو قرارهم لغسل عارهم كما وصفوه.
الأمن يكشف تفاصيل الجريمة
وفى صباح اليوم التالى تلقى الرائد مصطفى المهدى، رئيس مباحث مركز شرطة أبو النمرس ، بلاغًا بالعثور على جثة داخل جوال وعلى الفور أمر اللواء محمد الشرقاوي ، مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، بتوجيه رجال الأمن الى مكان البلاغ ومن خلال المعاينة والفحص تبين العثور على جثة مفصولة الرأس لفتاة فى العقد الثانى من العمر وتم نقل الجثة إلي مشرحة المستشفى.
و أمر اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة وضبط مرتكبيها و من خلال التحريات تم تحديد هوية المجنى عليها، و كشفت التحقيقات التى أشرف عليها العميد محمد مختار رئيس مباحث قطاع الجنوب، أن المجنى عليها تركت منزل أسرتها و توجهت إلى مدينة الغردقة و تزوجت من شاب و أقامت معه دون علم أسرتها الذين علموا بمكان اختفائها.
و توجه أبيها و أمها الى مكان تواجدها بالغردقة ، و اقنعاها بالعودة معهما إلى المنزل و ما أن دخلوا المنزل حتى استدرجها والدها إلى إحدى الغرف و قام بمساعدة نجله و ابن شقيقته بقتلها و ذبحها و فصل رأسها عن جسدها فى وجود أمها ووضعوا الجثة داخل جوال و قاموا بالقائها بمكان العثور عليها بينما القوا رأسها فى مصرف بالقرية، و تمكن رجال الأمن من القبض على المتهمين و بحوزتهم السلاح المستخدم و بمواجهتهم اعترفوا بإرتكاب الجريمة و تم تحرير محضر بالواقعة و أخطرت النيابة التى تولت التحقيق.