مأمون فندي يُدين الإبادة في غزة: من يُنكر التطهير العرقي بالقطاع «مرتد»

أعرب الدكتور مأمون فندي، مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، عن استيائه الشديد من استمرار عمليات الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أهل غزة، في محاولات مستمرة لإجبارهم على التهجير القسري.
وفي تدوينة له عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، أكد فندي موقفه القوي قائلاً: "من جحد الإبادة أو أنكر التطهير العرقي في غزة ولام أهلها على مأساتهم فهو مرتد تجب استتابته." وأضاف فندي أن هذه الجريمة ضد الإنسانية يجب أن لا تُغض الطرف عنها أو يتم التهاون في مواجهتها، مُؤكدًا على ضرورة محاسبة أي جهة أو شخص يحاول إنكار ما يحدث من تطهير عرقي وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
التصعيد المستمر في غزة
في ظل التصعيد المستمر في غزة، تُطرح العديد من الأسئلة حول الجهود المبذولة للتوصل إلى حل، خاصة في ضوء اللقاءات المتكررة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورغم العديد من الجولات الدبلوماسية التي شهدت اللقاءات بين الطرفين، لم تُثمر تلك الجهود عن نتائج إيجابية، وهو ما أكد عليه الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية.
خطة فعّالة لمعالجة الوضع العسكري
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أشار إسماعيل إلى أن هذه اللقاءات ليست جديدة، فقد سبقها عدة محاولات لكنها لم تسفر عن أي تقدم ملموس في وقف العمليات العسكرية أو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف أن الرئيس الأمريكي، رغم تصريحاته العديدة، لم يقدم خطة فعّالة لمعالجة الوضع العسكري في غزة أو لوقف العمليات العسكرية المستمرة.
وأكد إسماعيل أن الأزمة الفلسطينية لا يمكن معالجتها بمجرد اجتماعات أو تصريحات إعلامية. وأضاف أن تصريحات نتنياهو حول "القضاء على حماس" تعد محاولة لإرضاء اليمين المتطرف في إسرائيل، بالإضافة إلى محاولة تلميع صورته في الداخل الإسرائيلي، لكن من الناحية العملية، لم تحقق إسرائيل أي أهداف عسكرية تذكر، سواء كانت تلك الأهداف تتعلق بالقضاء على حماس أو استعادة الأسرى الفلسطينيين.
"حرب العصابات"
وأوضح إسماعيل أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تؤدِّ إلى أي تقدم فعلي، وأن الحرب في غزة تحولت إلى ما يشبه "حرب العصابات"، حيث إن القضاء على حماس ليس مجرد مسألة عسكرية، بل يتعلق بفكر وإيديولوجية لا يمكن التخلص منها عبر الهجمات العسكرية فقط.
وفيما يتعلق باستعادة الأسرى الفلسطينيين، أشار إسماعيل إلى أن العمليات العسكرية لم تحقق أي نتائج إيجابية في هذا الصدد، موضحًا أن إسرائيل في حاجة إلى استراتيجية سياسية شاملة بعيدة عن الحلول العسكرية.
واختتم إسماعيل حديثه بالإشارة إلى أن السلام في غزة لا يمكن تحقيقه بمجرد مواصلة التصعيد العسكري، بل يتطلب حلولًا جذرية تساهم في معالجة جذور الأزمة وتبني استراتيجية سياسية تركز على تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها.
الموقف الأمريكي من الصراعات
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي يبدو مشتتاً، فترامب في حملاته الانتخابية كان يتحدث عن إنهاء النزاعات العسكرية في الشرق الأوسط، ولكنه حتى الآن لم يقدم أي حلول عملية، فالدعم الأمريكي لإسرائيل في غزة لا يُظهر أي مؤشر على حدوث تسوية سياسية أو ضغط حقيقي لإنهاء القتال.
وأضاف:" إسرائيل تحاول الآن ممارسة الضغط على الأطراف الدولية للحصول على دعم سياسي وعسكري، في ذات الوقت، هي تعمل على تصدير صورة للعالم بأنها الضحية في هذا النزاع، وهو ما يتوافق مع الرواية التي تروج لها في الغرب، ولكن في النهاية، لا يمكننا أن نغفل أن الوضع الحالي في غزة، بما في ذلك الوضع الأمني على الأرض، قد لا يؤدي إلى حلول دائمة.