خناقة داخل "بيت الأمة" بسبب مقاعد الشيوخ.. والقيادات تطالب يمامة بالاستقالة

شهد حزب الوفد حالة من الغليان والانقسام الحاد، بعد حصوله على مقعدين فقط ضمن القائمة الوطنية "من أجل مصر"، في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة 2025، ما تسبب في تصاعد موجة من الغضب داخل الهيئة العليا للحزب، وفتح الباب أمام مطالب صريحة بتنحي رئيس الحزب الدكتور عبد السند يمامة، وسط اتهامات بـ"إهانة تاريخ الوفد" والتسبب في تراجع دوره السياسي.
وبحسب مصادر وفدية مطلعة تحدثت لـ"نيوز روم"، فقد تقدم أكثر من 70 عضوًا من قيادات وشباب الحزب للترشح على القائمة الوطنية، وكانت التوقعات أن يحصل الوفد على ما لا يقل عن 8 مقاعد، إلا أن المفاجأة كانت في تقليص الحصة إلى مقعدين فقط، ما فجّر أزمة عاصفة داخل "بيت الأمة".
مطالبات بالاستقالة واتهامات بالكذب
وخلال اجتماع الهيئة العليا للحزب، تصاعدت حدة الخلافات، حيث طالب عدد من الأعضاء بشكل مباشر رئيس الحزب عبد السند يمامة بالاستقالة، ووجّهوا له اتهامات صريحة بـ"الكذب" و"سوء إدارة التفاوض"، و"التفريط في حق الحزب التاريخي"، بحسب المصادر.
بدراوي يمهل يمامة: "استقِل.. واحفظ كرامتك"
وشهد الاجتماع كلمات نارية، حيث قال فؤاد بدراوي، أحد رموز الوفد: "احفظ كرامتك واستقيل فورًا"، بينما خاطب كاظم فاضل رئيس الحزب قائلًا: "احترم نفسك واستقيل.. وإذا لم تفعل، سنتخذ إجراءً آخر".
فيما اعتبر المهندس مصطفى رسلان أن يمامة يتراجع عن كل قراراته ويهين الحزب بضعف أدائه، وقال بالحرف: "قراراتك كلها متخبطة، وأنت السبب في إهانة الوفد".
يمامة يرفض الاستقالة ويصف المطالب بـ"العنترية"
في المقابل، تمسك رئيس الحزب عبد السند يمامة بمنصبه، ورفض الدعوات المطالبة برحيله، مؤكدًا أن الحزب سيخوض الانتخابات المقبلة تحت أي ظرف. وقال في كلمته خلال الاجتماع: "أي قرار عنتري مثل الانسحاب أو الاستقالة سيكون على حساب الوفد وتاريخه".
ورغم ذلك، تزايدت حدة الاتهامات من قيادات بارزة بالحزب، مثل طارق سباق، والدكتور ياسر حسان، والنائب طارق تهامي، الذين رأوا أن إدارة يمامة للتفاوض حول القائمة الوطنية كانت "ضعيفة وغير شفافة"، متهمينه بعدم تقديم أسماء من القيادات الحقيقية للحزب، والتضحية بالكفاءات.
حالة احتقان وتهديد بتصعيد داخلي
وتشير مصادر من داخل الحزب إلى أن الهيئة العليا ستعقد اجتماعًا طارئًا خلال الأيام المقبلة، لاتخاذ خطوات تصعيدية إذا لم يقدم عبد السند يمامة استقالته طواعية، وسط توقعات بأن يشهد الحزب مزيدًا من الانقسامات قبل انطلاق ماراثون الشيوخ.