الحزب الجمهوري: ترامب يُعيد تقييم الموقف بشأن أوكرانيا بعد تجربة أفغانستان

في تطور لافت للموقف الأمريكي حيال الحرب في أوكرانيا، أعربت جينجر تشابمان، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، عن قلقها من التحول المفاجئ في سياسات الرئيس دونالد ترامب، خصوصًا في ما يتعلق بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقالت تشابمان في مداخلة إعلامية مع الإعلامية فيروز مكي ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن هذا التحول يشير إلى "فوضى وغياب استراتيجية واضحة" داخل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالملف الأوكراني.
موقف أمريكي متناقض
تشير تشابمان إلى أن التصريحات المتناقضة من المسؤولين الأمريكيين في الفترة الأخيرة، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو والمتحدث باسم وزارة الدفاع شون بيرمان، تعكس حالة من الارتباك حول الموقف الأمريكي. فقد أعلنوا في وقت سابق أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الاستمرار في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، لا سيما في ظل تزايد الحاجة لدعم عسكري موجه إلى إسرائيل، مما يعكس تحولًا في الأولويات الاستراتيجية.
إستراتيجية ترامب: وقف إطلاق النار
وأكدت تشابمان أن ترامب لا يسعى إلى اتفاق طويل الأمد مع أوكرانيا يتضمن ضمانات أمنية شاملة، بل يفضل اتخاذ خطوات سريعة لوقف إطلاق النار والمضي قدمًا نحو حل سياسي. هذا النهج يتعارض مع الرؤية الروسية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يصر على التفاوض ضمن شروط تشمل حزمة أوسع من التنازلات.
في خضم هذا التحول في السياسة الأمريكية، يشهد الموقف الدولي حالة من التوتر بشأن استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، وفي نفس الوقت، تزداد الضغوط على إدارة ترامب - إذا عاد إلى البيت الأبيض - لإعادة ترتيب أولويات الأمن القومي الأمريكي في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
يُلاحظ أن المواقف المتناقضة من قبل إدارة بايدن، والمسؤولين العسكريين الأمريكيين، وكذلك تصريحات ترامب المتجددة، تعكس حالة من الارتباك بشأن استراتيجيات الحل في النزاع الأوكراني، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق تسوية سياسية تضمن استقرارًا طويل الأمد للمنطقة.
تنوعًا واضحًا في الآراء
في وقت سابق، أكد روبرت أرليت، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، أن هناك تنوعًا واضحًا في الآراء داخل الحزب الجمهوري حول إدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة في ظل التوترات الأخيرة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال أرليت، خلال مداخلة هاتفية مع قناة «القاهرة الإخبارية»، إن العديد من الأمريكيين دعموا ترامب بناءً على وعده بعدم إشعال حروب جديدة، ما يطرح تساؤلات حول كيفية تعامله مع ملف إيران النووي في ظل هذه السياسة.
وأضاف أرليت أن ترامب يضع "خطوطًا حمراء" واضحة في هذا الملف، مشيرًا إلى أن أغلبية الشعب الأمريكي، التي تصل نسبتها بين 70 إلى 78%، تضم مؤيدين من مختلف الأطياف السياسية – الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين – الذين يؤيدون جهود الرئيس في ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.