عاجل

عقب 17 يومًا من الغرق: الإفتاء تُجيز صلاة الغائب على غريق السنبلاوين

الأسرة رفقه مفتى
الأسرة رفقه مفتى الجمهورية

في لحظة امتزجت فيها مشاعر الحزن بالإيمان، توجهت أسرة الشاب أحمد حمدي رزق، المفقود في مياه شاطئ رأس البر منذ أكثر من خمسة عشر يومًا، إلى دار الإفتاء المصرية، بحثًا عن فتوى شرعية تسند قلوبهم التي لم تهدأ منذ لحظة غيابه، وتساعدهم في تقبّل فراقه الذي بات أقرب إلى الحقيقة المؤلمة.

رحلة طويلة من البحث

أحمد، الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، خرج في نزهة عائلية إلى رأس البر، واختفى فجأة وسط الأمواج، لتبدأ رحلة طويلة من البحث المضني الذي شارك فيه غواصون ومتطوعون وأجهزة إنقاذ، لكن دون جدوى. ومع مرور الوقت، وتلاشي الأمل في العثور عليه حيًا، قررت أسرته التوجه إلى دار الإفتاء للحصول على حكم شرعي واضح بشأن إقامة صلاة الغائب عليه.

وفي لقاء امتد لأكثر من ساعة، تحدث الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، مع أسرة أحمد حديثًا أبويًا مليئًا بالمواساة، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة عن فضل الشهيد ومنزلة الصابرين. 

وأوضح أن الغرق يُعد من أسباب الشهادة في الإسلام، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله."

وأكد المفتي أن مرور أكثر من خمسة عشر يومًا على غياب أحمد، مع بذل كل الجهد الممكن في البحث عنه، يُعد شرعًا قرينة كافية على وفاته، ومن ثمّ تجوز صلاة الغائب عليه. ودعا والديه إلى احتسابه شهيدًا، قائلًا: "ابنكم بين يدي أرحم الراحمين، والله أكرم به من الجميع. لا تيأسوا من رحمة الله، واحتسبوه عنده، فهو أعلم بمكانه وأرحم بحاله."

فضل الصبر عند البلاء

شارك في الجلسة عدد من علماء دار الإفتاء، وتحدثوا عن فضل الصبر عند البلاء، وكيف يُكرم الله عباده في الشدائد، مما منح أفراد الأسرة لحظات من الطمأنينة، رغم مرارة الفقد. كما تم إهداء نسخ من المصحف الشريف لجميع الحاضرين من أهل أحمد، مع التوصية بأن يُهدى ثواب تلاوة القرآن إلى روحه، ليظل اسمه حاضرًا في القلوب والصلوات.

وفي مشهد مؤثر، توجهت الأسرة بعد اللقاء إلى مسجد السيدة نفيسة، حيث أدّوا صلاة الظهر، وشاركوا في جنازات عدد من المتوفين، راجين الله أن تكون هذه الصلاة بمثابة وداع رمزي لابنهم المفقود، حتى يأذن الله بكشف مصيره.

هذا وقد تقرر إقامة صلاة الغائب على روح الشاب أحمد حمدي يوم الجمعة المقبلة في أحد مساجد مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وذلك بحضور أحد علماء دار الإفتاء، ودعوة عامة لأهالي المدينة للمشاركة.

أسرة أحمد تناشد الجميع بالدعاء له، وتطلب من محبيه عدم نسيانه، سائلين الله أن يُظهره لهم، أحياء أو في رحاب الرحمن، ليودّعوه كما يليق بمن كان ملء قلوبهم.

تم نسخ الرابط