صورة بطولية: رجل إطفاء يتنفس الحياة بعد 20 ساعة قتال مع النيران

في قلب لهيب استمر لأكثر من 20 ساعة متواصلة، وبين ألسنة نار التهمت كل ما في طريقها داخل مبنى "سنترال رمسيس"، كان رجال الحماية المدنية يواجهون النار بكل شجاعة وبأجسادهم العارية من أي حماية سوى إرادتهم العازمة.
تحت هذه الظروف الصعبة، وبينما كانت ألسنة اللهب تكاد لا تترك مجالًا للتنفس، كان هناك لحظة إنسانية صامتة تُسجل في ذاكرة الكاميرا. عدسة "نيوز رووم" التقطت صورة لرجل إطفاء، متعبًا من ساعات طويلة من القتال ضد الحريق، وهو جالس على الرصيف بجانب زملائه. في يده كان باكو بسكويت "سادة" يأكله بهدوء، وكأنه يبحث عن قليل من الراحة بعد معركة طاحنة.

شهادة خالدة على التفاني والإرادة
البطل لم يكن يطلب شيئًا سوى اللحظة القليلة من الهدوء وسط الفوضى، لم يطلب شكرًا أو تكريمًا، فقط جلس بصمت وهو يستعد للعودة إلى ساحة المعركة، حيث لا وقت للضعف أو الاستسلام، ولا مكان للراحة في عالم يحكمه العطاء المستمر.
هذه الصورة، التي قد تبدو بسيطة، هي في الحقيقة شهادة خالدة على التفاني والإرادة. فالبطل هنا لا يحارب النار فحسب، بل يحارب التعب والضعف والملل، ليظل واقفًا في وجه أقوى خصم.
معركة امتدت لساعات
اندلع الحريق الهائل داخل "سنترال رمسيس"، ليحوّل الطابق السابع إلى كتلة نار تبتلع كل ما في طريقها. ومع تعقد المهمة، استمرت محاولات السيطرة على النيران لأكثر من 20 ساعة، شارك خلالها العشرات من رجال الحماية المدنية، الذين أظهروا قدرًا هائلًا من الشجاعة والالتزام، رغم الخطر المستمر والانفجارات المتكررة داخل المبنى.
ووسط كل هذا، برزت هذه اللقطة المؤثرة، لرجل أنهكه التعب ولم تنكسر روحه، جسّد بصمته حجم التضحية التي يقدمها رجال الإطفاء يومًا بعد يوم، في سبيل إنقاذ الأرواح والممتلكات.
درس في الإنسانية
الصورة انتشرت كالنار في الهشيم، لتتحول إلى رمز للوفاء والإخلاص في العمل، لم يسأل أحد عن اسم رجل الإطفاء، لكن الجميع اتفق أنه بطل، وبسكويتته كانت وسامًا على صدره، وشهادة ناطقة بأنه في زمن الأزمات، لا زال هناك من يقاتل بصمت.
حريق سنترال رمسيس
وكان سطر رجال الحماية المدنية ملحمة بطولية حقيقية خلال التعامل مع الحريق الهائل الذي شب داخل مبنى سنترال رمسيس، والذي يُعد من المنشآت الحيوية في قلب العاصمة القاهرة، حيث استمرت جهودهم في مكافحة النيران لأكثر من 20 ساعة متواصلة وسط ظروف صعبة للغاية.رجال الحماية المدنية في حريق سنترال رمسيس
فور تلقي البلاغ، انتقلت عشرات سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق، وسط حالة من الاستنفار القصوى، وتم فرض كردون أمني واسع لتأمين المنطقة المحيطة بالمبنى.

وبسرعة مذهلة، بدأ رجال الإطفاء في عملية الاقتحام الصعب للطوابق المشتعلة، التي كانت ممتلئة بكابلات الاتصالات والمعدات الإلكترونية، ما زاد من شدة النيران وخطورتها.تمركزت فرق الحماية المدنية في جميع مداخل ومخارج المبنى، وقاموا بتقسيم العمل إلى مراحل، تضمنت تأمين الأرواح أولاً، ثم احتواء الحريق، ومنع امتداده للطوابق العليا والسفلى. رغم الحرارة الهائلة، وكثافة الدخان، وقابلية المواد المشتعلة للانفجار، لم يتراجع الأبطال لحظة واحدة.عمل رجال الإطفاء في نوبات متعاقبة على مدار الساعة، مستخدمين السلالم الهيدروليكية، والخراطيم الأرضية، وأسطوانات الأوكسجين للدخول إلى مناطق الخطر.


ورغم صعوبة الرؤية وانهيار بعض الأسقف الداخلية، استمروا في محاصرة الحريق من جميع الاتجاهات.واجهوا خطر الانفجارات المفاجئة داخل الطوابق التي تحتوي على أجهزة اتصالات ومولدات كهربائية، ما جعل مهمتهم أكثر تعقيدًا، ومع ذلك، تمكنوا من منع الكارثة من أن تمتد إلى العقارات المجاورة أو تتسبب في خسائر أفدح.لم تقتصر مهمتهم على إطفاء النيران فقط، بل شاركوا أيضًا في إخلاء المصابين، ومساعدة فرق الإسعاف، وإنقاذ عدد من العاملين المحاصرين داخل المبنى.وبعد 20 ساعة من العمل الشاق، سيطر رجال الحماية المدنية كاملًا على الحريق، وسط إشادات واسعة من المواطنين والأجهزة التنفيذية، التي أثنت على شجاعتهم وتفانيهم.أثبت رجال الحماية المدنية مجددًا أنهم خط الدفاع الأول في مواجهة الكوارث، وأنهم على أتم استعداد للتضحية بحياتهم في سبيل حماية الأرواح والمنشآت.