عاجل

أزمة الفحوصات الطبية في الإسكندرية تهدد مشاركة الأطفال الرياضيين في البطولات

فحص طبي
فحص طبي

في ظل طموحات الأبناء الرياضيين في تحقيق الإنجازات، يواجه أولياء الأمور في محافظة الإسكندرية معاناة يومية شديدة بسبب الروتين والإهمال المتعلق بإجراء الفحوصات الطبية للاعبيهم. 

ورغم بساطة المتطلبات الرسمية على الورق، إلا أن الواقع يعكس سلسلة من العراقيل التي تحول التقارير الطبية إلى عبء إضافي على كاهل الأسر، مما يهدد مشاركة أبنائهم في البطولات الرياضية الرسمية.

معاناة يومية في البحث عن تقرير طبي

يقول "محمد عبده"، ولي أمر لاعب كرة قدم في إحدى أكاديميات الإسكندرية: "كل مرة نحتاج فيها كشف طبي، نبدأ رحلة جديدة من المعاناة.. المستشفى يقول ليس لدينا جهاز رسم قلب، والمركز الصحي يرفض التوقيع إلا بموافقة المدير، والعيادات الخاصة تطلب مبالغ كبيرة.. المحصلة: وقت يضيع وأعصاب تحترق".

ويتكرر هذا المشهد مع أهالي لاعبي الكاراتيه، السباحة، المصارعة، والجمباز، خصوصًا مع اقتراب البطولات الرسمية التي تشترط تقديم تقارير طبية حديثة وشاملة تشمل فحوصات القلب ونشاط المخ.

شهادات حية: أزمة حقيقية في الحصول على التقارير الطبية

أحد أولياء الأمور الذين مروا بنفس التجربة، خالد محمود، ولي أمر لاعب كاراتيه، يصف الوضع قائلاً: "نواجه أزمة حقيقية في الحصول على تقرير طبي معتمد... ذهبت بابني إلى مستشفى حكومي فطلبوا الحجز قبل الموعد بشهر كامل، ورفضوا الكشف العاجل إلا بخطاب من النادي! وعندما لجأت إلى عيادة خاصة طلبت 750 جنيهًا مقابل فحص سريع لا يستغرق أكثر من 10 دقائق! نحن لا نعترض على الكشف الطبي، بل نطالب فقط بتوفيره بشكل سهل ومنضبط".

ويضيف "هناك أولياء أمور يفشلون في استخراج التقارير في الوقت المناسب، فيُحرم أبناؤهم من المشاركة في البطولة رغم استعدادهم وتدريبهم لشهور، مما يُشكل إحباطًا نفسيًا للأطفال، ويهدد استمرارهم في الرياضة".

نقص التخصص والتجهيزات الطبية

تؤكد "إيمان سعيد"، والدة لاعبة جمباز، أن المراكز الطبية التي توفر الخدمة غالبًا غير مؤهلة: "اضطررنا لإجراء الفحوصات في 3 أماكن متفرقة لأن كل مكان ينقصه شيء... الأول لا يعمل به طبيب قلب، والثاني لا يحتوي على جهاز رسم القلب، والثالث يطلب انتظار أسبوعين لتسليم التقرير".

وقد تقدم العديد من أولياء أمور لاعبي الجمباز بشكوى إلى وزير الشباب والرياضة بسبب نقص الفحوصات في المستشفيات الحكومية، أو ارتفاع تكاليفها في العيادات الخاصة.

ثغرات في التنسيق والرقابة

على الرغم من وجود تعليمات صادرة عن وزارة الشباب والرياضة بضرورة توفير كشف طبي دوري وشامل لكل لاعب، إلا أن التطبيق الفعلي يعاني من خلل واضح، خاصة في الأندية الشعبية ومراكز الشباب التي لا تمتلك تعاقدات مع أطباء معتمدين أو مستشفيات رياضية متخصصة.

الأعباء المالية والضغط على الأسر

في ظل غياب الدعم المؤسسي، يلجأ العديد من الأهالي إلى المراكز الطبية الخاصة، مما يضيف عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر. تتراوح تكلفة الفحص الطبي بين 400 و800 جنيه للطفل الواحد، وقد تتجاوز هذه التكلفة في بعض المحافظات الكبرى.

الجدل حول إجراءات الفحوصات الطبية للاعبات

وقد أثار موضوع الفحوصات الطبية للاعبات في أحد الأندية الرياضية بالإسكندرية جدلاً واسعًا، بعد شكاوى من أولياء أمور اللاعبات بشأن إجراءات وصفت بـ"غير المناسبة" أثناء الكشف الطبي. واشتكى بعض أولياء الأمور من طلب الأطباء من اللاعبات خلع ملابسهن الداخلية أثناء الفحص الطبي، دون وجود ممرضة أو طبيبة، وفي بعض الحالات بحضور أكثر من طبيب ذكر داخل غرفة الكشف.

وقد طالبت هذه الأسر الجهات المعنية بتوضيح الإجراءات القانونية والأخلاقية المتبعة في هذه الحالات، مشيرين إلى أن الردود التي تلقوها من المسؤولين كانت غير مرضية.

مقترحات لحل الأزمة

يطالب أولياء الأمور والمهتمون بالشأن الرياضي بعدة حلول عملية لتيسير الإجراءات:

تخصيص عيادات رياضية في الأندية الكبرى ومراكز الشباب.

اعتماد التقارير الطبية السنوية بدلاً من تجديدها شهريًا.

إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية لربط التقارير الطبية بأسماء اللاعبين.

التعاقد المركزي بين الأندية ووزارة الصحة لتقديم الخدمة مجانًا أو بأسعار مدعمة.

تم نسخ الرابط