عاجل

الاحتفال بيوم النوبة العالمي: جسور من التراث إلى المستقبل باستكشافي السويس

جانب من الإحتفال
جانب من الإحتفال

 

 

في إطار حرص المؤسسات التعليمية والثقافية على تعزيز الهوية المصرية المتنوعة، جاء الاحتفال بيوم النوبة العالمي كفرصة لإحياء التراث النوبي وتعريف الأجيال الجديدة بثرائه وأصالته. أقيمت الفعاليات على مدار يومين مليئين بالأنشطة الثقافية والفنية والتعليمية، جمعت بين المتعة والمعرفة، ونظمتها قاعة اللغة الإنجليزية وقاعة الوعي الأثري، تحت إشراف عام من د. عبير الزغبي، مدير المركز الاستكشافي.

 

محاضرة تعريفية: النوبة بين الجغرافيا والتاريخ

انطلقت الفعاليات بمحاضرة مبسطة تناولت الجوانب الجغرافية والتاريخية والثقافية للنوبة، حيث تعرف الطلاب على موقع النوبة جنوب مصر، وتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين. سلّطت المحاضرة الضوء على التقاليد والعادات النوبية، وأهمية الحفاظ عليها كجزء من الهوية الوطنية المصرية. 

 

 "جريدي": نافذة على اللغة والتراث

تلت المحاضرة عرضٌ خاص للفيلم النوبي "جريدي"، الناطق باللغة النوبية، والذي أتاح للطلاب فرصة نادرة للاستماع إلى اللغة الأم لأبناء النوبة، والتفاعل معها من خلال قصة إنسانية مؤثرة. ساعد الفيلم على تقريب التراث النوبي من قلوب الحاضرين، وجعلهم يشعرون بالقرب العاطفي والثقافي من هذه الحضارة الأصيلة.

 

ورشة رسم: حينما تنطق الألوان بالنوبة

بعد مشاهدة الفيلم، شارك الطلاب في ورشة فنية عبّروا خلالها عن رؤيتهم للحياة النوبية من خلال الرسم. استخدموا الألوان الزاهية والخطوط الجريئة لتصوير البيوت النوبية، وأزياء السكان، والمناظر الطبيعية الخلابة، في تعبير فني جسّد فهمهم العميق للثقافة التي تعرفوا عليها للتو.

 

يوم جديد... شعر وتمثيل واحتفاء بالهوية

بدأ اليوم الثاني من الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلتها فقرات شعرية ألقاها الطلاب باللغة النوبية، عبّروا فيها عن اعتزازهم بجذورهم الثقافية، وانتمائهم لهويتهم.

أما المشهد التمثيلي "الجد والأحفاد"، فكان محطة مميزة جمعت بين الترفيه والتعليم. روى الجد، بلغة مبسطة، تفاصيل الحياة في النوبة لأحفاده، مستعرضًا العادات والتقاليد، مثل الأكلات التراثية، البيوت الملونة، والمناسبات الاجتماعية، في مشهد حيّ تفاعل معه الجمهور بحرارة.

 

رقصة الختام: بهجة نوبية أصيلة

اختُتم الاحتفال بعرض للرقص النوبي الشعبي، على أنغام الأغاني التراثية، في أجواء مبهجة تنبض بالحياة والفرح. ارتدى المشاركون أزياء نوبية ملوّنة، وعكست الحركات الإيقاعية أصول الرقصات التي تعبّر عن الفرح والاحتفال في الثقافة النوبية.

 

 رسالة الاحتفال: الثقافة جسور لا تُهدم

لم تكن هذه الفعاليات مجرد احتفال، بل كانت درسًا عمليًا في حب الوطن والتنوع الثقافي. فقد سعى المنظمون إلى تنمية وعي الطلاب بأهمية التراث النوبي كجزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، وضرورة الحفاظ عليه، ليس فقط بالاحتفال، بل بالفهم والتفاعل.

يوم النوبة العالمي كان لحظة صادقة جمعت بين الماضي والحاضر، وفتحت أبواب الوعي نحو مستقبل يحتفي بجذوره.

 

تم نسخ الرابط