عاجل

دار الإفتاء توضح ..هل للصدقة أفضلية خاصة في رمضان ؟

دار الإفتاء توضح ..هل للصدقة أفضلية خاصة في رمضان ؟

الصدقة في رمضان
الصدقة في رمضان

يُعد شهر رمضان المبارك موسمًا للخير والعطاء، فهو شهر تتضاعف فيه الأجور وتُفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة. ومن أبرز العبادات التي يحرص عليها المسلمون في هذا الشهر الفضيل عبادة الصدقة، التي تحمل مكانة عظيمة في الإسلام، وتزداد أهميتها وفضلها خلال أيام وليالي رمضان.

فضل الصدقة في الإسلام


الصدقة من أعظم القُربات إلى الله تعالى، وقد ورد ذكر فضلها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. قال الله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (البقرة: 261). وهذا يدل على أن الله يُضاعف أجر المتصدقين، خاصة في الأوقات المباركة.

لماذا تتضاعف أفضيلة الصدقة في رمضان؟
شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة، وهو الوقت الذي يُقبل فيه الناس على العبادة ويتنافسون في فعل الخير. وقد كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان. روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله ﷺ أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرَسولُ الله ﷺ أجودُ بالخير من الريح المُرسلة” (متفق عليه).

أنواع الصدقة في رمضان


يمكن للمسلم إخراج الصدقة بأشكال متعددة، سواءً كانت صدقة مالية، أو بإطعام الطعام، أو كفالة الأيتام، أو التبرع للمحتاجين. ومن أعظم صور الصدقة في رمضان:
• إفطار الصائمين: قال النبي ﷺ: “مَن فطّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” (الترمذي).
• التكافل الاجتماعي: رمضان فرصة لتعزيز الروابط المجتمعية من خلال مساعدة الفقراء والمساكين، وقضاء حوائج الناس، وهي من أعظم القُربات التي تُرضي الله تعالى.
فضل الصدقات:
الصدقة تمحو الذنوب وتُطفئ غضب الله
الصدقة ليست مجرد عبادة مادية، بل هي وسيلة لتطهير النفس والمال، ودليل على الإخلاص والتقوى. قال النبي ﷺ: “والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” (الترمذي). وفي رمضان، حيث تُفتح أبواب الجنة، يكون العطاء سببًا لنيل رحمة الله ومغفرته.

هل للصدقة أشكال أخرى غير المال :

 

الصدقة باب واسع، وكل عمل خيّر يُبتغى به وجه الله يُمكن أن يكون صدقة. فما أجمل أن نُضاعف أعمال الخير في رمضان، وننشر البركة في كل مكان

1. الكلمة الطيبة:
قال النبي ﷺ: “والكلمة الطيبة صدقة” (متفق عليه). الكلمة اللطيفة التي تُدخل السرور على قلب شخص، أو تُخفف عنه حزنه، تُعد من أعظم صور الصدقة.
2. التبسُّم في وجه الآخرين:
قال النبي ﷺ: “تبسمك في وجه أخيك صدقة” (الترمذي). الابتسامة البسيطة التي تمنح الآخرين طاقة إيجابية هي من الصدقات التي يسهل أداؤها.
3. إماطة الأذى عن الطريق:
قال النبي ﷺ: “بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخّره، فشكر الله له، فغفر له” (البخاري ومسلم). إزالة الأذى من الطريق يُعد عملاً صالحًا وصدقة.
4. إفطار الصائمين:
حتى لو بشق تمرة أو كوب ماء، فإن تفطير الصائم يُكسبك أجرًا مثل أجر الصائم دون أن ينقص من أجره شيء.
5. التعليم ونقل المعرفة:
مشاركة العلم أو تعليم شخص آية قرآنية، دعاءً، أو مهارة مفيدة يُعتبر من أعظم الصدقات الجارية.
6. الزيارة والتواصل مع الأرحام:
صلة الرحم وزيارة المرضى أو كبار السن تُدخل السرور على قلوبهم وتُعد من صور الصدقة التي يحبها الله.
7. الدعاء للغير بظهر الغيب:
الدعاء للآخرين بالخير والمغفرة هو من أجمل صور العطاء الروحي، وفيه أجر عظيم. قال النبي ﷺ: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة…” (مسلم).
8. التيسير على الناس:
تقديم يد العون لشخص في حاجة، مثل حمل الأغراض لكبير في السن أو مساعدة جار في إصلاح شيء، يُعد من أعظم صور الصدقة.
9. العفو عن الناس:
العفو والتسامح عن من أساء إليك هو صدقة عظيمة تُظهر قوة القلب ونُبل الأخلاق. قال الله تعالى: “فمن عفا وأصلح فأجره على الله” (الشورى: 40).
10. نشر الخير والتشجيع على الطاعات:
تحفيز الآخرين على الصلاة، قراءة القرآن، أو المشاركة في عمل خيري، يُعد من الصدقات التي تستمر حتى بعد وفاتك.

تم نسخ الرابط