أستاذ علاقات دولية: تحركات دبلوماسية لمنع تجدد القتال في غزة (فيديو)

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة القطرية الدوحة، الذي ضم ممثلين عن مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، جاء في إطار التنسيق مع الولايات المتحدة لمحاولة الضغط على إسرائيل ومنعها من استئناف القتال في قطاع غزة.
وقال عاشور، إن اللقاء الذي جرى بين وزراء الخارجية العرب والمستشار الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جاء بعد اجتماع سابق بين مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأسرى وممثل عن حركة حماس، وهو ما أثار جدلًا واسعًا داخل إسرائيل.
تنسيق عربي أمريكي
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، فى مداخلة هاتفية على قناة إكسترا نيوز، أن هذا التحرك يعكس مساعي الدول العربية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، للوصول إلى المرحلة التالية من الهدنة، وضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، مؤكدا أن تل أبيب تتعمد استغلال الحرب في غزة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن ممارساتها في الضفة الغربية، إذ تسعى لترسيخ وقائع استيطانية جديدة عبر سياسة الأرض المحروقة، وهو ما أدى إلى نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني خلال الفترة الماضية، وهي أكبر موجة نزوح منذ عام 1967.
الانقسام الفلسطيني
وتطرق الدكتور عاشور، إلى مسألة الانقسام بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وإدارة حماس في قطاع غزة، معتبرًا أن استمرار هذا الوضع يمثل خطأ استراتيجيًا يخدم إسرائيل بالدرجة الأولى، مؤكدا أن التناقضات بين الفصائل الفلسطينية تمنح الاحتلال فرصة لتحقيق أهدافه، مشيرًا إلى أن مصر أدركت هذه الحقيقة مبكرًا، ولذا اشترطت تخلي حركة حماس عن السلطة في غزة كجزء من جهود إعادة الإعمار، بحيث تتولى لجنة تكنوقراط إدارة القطاع تحت إشراف عربي ودولي.
حماس ذريعة إسرائيلية للتصعيد
وشدد أستاذ العلاقات الدولية، على أن إسرائيل تستغل وجود حركة حماس في السلطة كذريعة لاستمرار عملياتها العسكرية، معتبرةً إياها تنظيمًا إرهابيًا، مما يمنحها المبرر أمام المجتمع الدولي والداخل الإسرائيلي للتنصل من التزاماتها، مضيفا أن تل أبيب تعتمد على هذه الحجة للهروب من أي ضغوط سياسية أو قانونية قد تُفرض عليها.
ضغوط إسرائيل
وفيما يتعلق بالوضع الميداني، أكد عاشور، أن إسرائيل تمارس ضغوطًا مكثفة على قطاع غزة، سواء من خلال تعطيل دخول المساعدات الإنسانية، أو قطع الكهرباء والمياه، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد قد يتطور ليشمل هجمات عسكرية جديدة تستهدف شمال القطاع، مما سيدفع السكان للنزوح نحو المناطق الوسطى، وهو سيناريو يهدف إلى خلق أزمة إنسانية خانقة، مشيرا إلى أنه لا توجد أي ضمانات حقيقية تمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات إبادة جماعية في غزة حتى في حال التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.

الهدنة التمديد والاستئناف
وحول مستقبل التهدئة، توقع الدكتور رامى عاشور، أن يتم تمديد المرحلة الأولى من الهدنة بين إسرائيل وحماس، لكنه أشار إلى أن تل أبيب تماطل في الانتقال إلى المرحلة التالية لأنها لا تصب في مصلحتها، وتسعى لتعطيل أي اتفاق يمكن أن يمنح الفلسطينيين مكاسب سياسية أو إنسانية؛ ولم يستبعد أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في أي لحظة، خاصة أن نتائج الحرب التي شنتها على غزة طوال الأشهر الماضية لم تحقق أهدافها بعد.